عمت احتفالات وشعائر دينية واجتماعية متنوعة أرجاء ولايات جنوب شرق البلاد احتفاء بمولد خاتم الأنبياء و المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حيث بلغت أجواء إحياء هذه المناسبة الدينية العظيمة ذروتها سهرة أمس الأحد عبر سائر المؤسسات الدينية. و هكذا فقد شهدت مختلف مساجد مدن ولايات الأغواط و غرداية و تمنراست و إيليزي والوادي و ورقلة حفلات دينية تواصلت إلى فجر هذا الاثنين حيث كانت تصدح فرق المدائح و الإنشاد الديني مادحة خير الأنام وذلك من خلال ترديد قصائد دينية في مدح الرسول الأعظم عليه أفضل الصلاة والسلام سيما منها قصيدة "البردة" للشيخ الجليل الإمام البوصيري إلى جانب إقامة حلقات للذكر و سرد السيرة النبوية العطرة . كما شهدت من جهتها مختلف زوايا المنطقة احتفالات دينية احتفاء بميلاد خير خلق الله في العالمين محمد صلوات الله وسلامه عليه حيث كانت المناسبة لتذكر شمائل و أخلاق خاتم الأنبياء و المرسلين و تلقينها إلى النشء الصاعد. كما أقيمت بمدارس و كتاتيب تعليم القرآن الكريم بالجهة حفلات تكريم لحفظة كتاب الله العظيم و الأحاديث النبوية الشريفة. و كانت هذه اللقاءات الدينية أيضا فرصة لاستلهام الفضائل و تنوير القلوب بنفحات من السيرة النبوية الشريفة و بالمناسبة نظمت الزاوية البوشيخية بورقلة احتفالا دينيا بهيجا بمقرها بناحية عين البيضاء بضواحي ورقلة حيث شهدت حشود غفيرة من المحتفلين وأتباع الطريقة هذا الحفل الذي تميز بتلاوة ختمة القرآن الكريم ورفع الأكف تضرعا للمولى عز وجل أن يلهم الأمة الاقتياد والتمسك بالسيرة النبوية الطاهرة والتخلق بأخلاقه. و لا تختلف الاحتفالات بذكرى مولد إمام المرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام بمناطق الجنوب حيث تنظم بمناسبة حلول هذه الذكرى الدينية العظيمة حفلات ختان جماعي للأطفال وذلك تبركا بميلاد المصطفى عليه الصلاة والسلام. و لا زال سكان العديد من مناطق الجنوب يحتفظون بطقوس وعادات لإحياء المولد النبوي الشريف لما ترمز إليه هذه المناسبة الدينية الجليلة من معاني ومقاصد حيث تشكل هذه الذكرى لدى سكان ولاية الأغواط فرصة لتجاوز الخلافات بين المتخاصمين وإصلاح ذات البين والتحلي بروح التسامح اقتداء بشمائل الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم. كما تشكل ليلة الإحتفال بهذه الذكرى الشريفة فضاء لربط أواصر الأخوة وصلة الأرحام من خلال التزاور وإحياء العادات والتقاليد جماعيا وتحت سقف واحد. وتتسم الإحتفالات التقليدية عموما إلى جانب التوجه إلى المساجد لقراءة القرآن الكريم وترديد الإبتهالات والمدائح والقصائد النبوية التوافد الكبير على مقر الخلافة العامة للزاوية التجانية بعين ماضي بحكم الإرتياط الروحي الذي تحظى به الطريقة من قبل الأهالي. كما يلجأ عموم الناس أيضا في هذه الذكرى إلى التمتع ب "الحضرة" التي تعد شكلا من أشكال الإبتهاج بذكرى ميلاد خير الأنام وهي سرد جوانب من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم في قالب غنائي خاص تستعمل فيه أدوات بسيطة ك"القصبة" و"البندير." أما العائلة الأغواطية فتسبق الموعد بتحضيرات حثيثة تشمل تنظيف المنزل وإعداد أطباق "الطعام" وتوزيع "الدراز" ووضع "الحنة" للأطفال الصغار وإيقاد الشموع وتبادل المأكولات المعدة بين الجيران ترسيخا لمعاني التضامن والمحبة. غواط بتنظيم ألعاب تقليدية و مسابقات الخيل "الفانتازيا" كما يعلن الأعيان و المشائخ القران بين الأزواج و تنظيم الختان الجماعي للأطفال بمراسيم خاصة يعطى العنان خلالها لغناء النساء على طريقة "التجواط " أي ترديد الأشعار بالإستغناء عن أدوات الغنائية.