تشهد المنابع المائية المتواجدة في بلديتي الشارف وحاسي بحبح بالجلفة إهمالا كبيرا، حيث كان من الممكن أن تدعم القطاع السياحي وتنهض به لتعطيه صبغة مميزة طوال فصول السنة ويدر عليها أموالا طائلة· منبع المصران أو حمام حاسي بحبح، كما يعرف محليا، بدأ نشاطه في استقطاب الزوار منذ سنة بعد اكتشاف مياهه، ثم تجهيز موقعه بصورة متواضعة مؤخرا، حيث تم نصب مراحيض دون بناء ولا مرفق يخصص لراحة قاصديه، إذ تتم حاليا الإقامة تحت الخيم أول داخل السيارات والشاحنات· ويعرف هذا الحمام بمياه تساهم في الشفاء من الأمراض الجلدية، غير أنه لم يول الأهمية المطلوبة، حيث يبقى مهملا دون تخصيص أي مشروع استثماري به· وإضافة إلى منبع حاسي بحبح، تضم ولاية الجلفة منبعا آخر لا يقل أهمية عن سابقه، وهو حمام الشارف المعروف منذ عشرات السنين المتواجد بالجهة الشرقية من المدينة وسط موقع جمالي لا مثيل له، تحيط به الجبال الغابية، ويشترك مع سابقه في درجة حرارة المياه والخصائص الطبية، إذ يحتوي على بيكربونات الكالسيوم· ومن أجل إعادة الاعتبار لهذا الحمام، تطالب الجهات المختصة ومعها المواطنين أن يتم ترميم المكان وتهيئته وبناء مرافق للاستقبال لكي يكون رمزا سياحيا ومقصدا للعلاج من المواطنين من داخل وخارج الوطن· ولا تخلو ولاية الجلفة من هذه المنابع المائية التي بإمكانها أن تدخل ثقافة الحمامات والمركبات السياحية، فبلدية عين معبد غير البعيدة عن مقر عاصمة الولاية شمالا تضم ضمن ترابها منبع -عين ورو- الذي يقع في حافة الطريق الوطني رقم 01 إلا أنه مهمل وغير مهيأ من طرف البلدية، وهو ما أدى إلى نقص التدفق عليه من قبل طالبي العلاج والاستجمام· وحسب المسؤولين المحليين، فإن ميزانيات البلديات لا تسمح لهم بالاهتمام بهذه المنابع، خاصة أن بناء المرفق وتهيئة وتجهيز مثل هذه المرافق الكبيرة تحتاج لتكلفة باهظة، رغم أهميتها وقيمتها العلاجية· وذكرت تقارير من مديرية الري أن أغلب هذه المنابع ساخنة، كما أن نسبة تدفق المياه بها قوية، مما يجعلها ملائمة الأغراض العلاجية، وأخرى باردة تصلح للشرب والارتواء منها·