ذكر أمس الموقع الإلكتروني ''الإسلام اليوم''، نقلا عن تصريح مصدر مسؤول بوزارة المجاهدين ل''العربية''، أن ''الحكومة الجزائرية منزعجة من قرارات الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي التي تدفع إلى مزيد من التعقيد على صعيد العلاقات بين البلدين''، حيث جاء هذا التعليق كرد فعل على الخطوة الأخيرة التي أقدمت عليها باريس بإنشاء ''مؤسسة ذاكرة حرب الجزائر''، والتي تهدف حسب المراقبين ''إلى تمجيد دور الحركى وحمايتهم''، حيث وصفهم المصدر بخونة الثورة الجزائرية''· وقال المسؤول الجزائري، الذي رفض الكشف عن هويته، في تصريح لموقع فضائية ''العربية'' على الأنترنت، إن زيارة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى فرنسا لن تكون في السنة الجارية ما لم تقدم باريس تراجعات، دون تقديم توضيحات عن نوع ''التراجعات''، لكنه أشار بالمقابل إلى عودة التوتر بين الجزائر وباريس في عهد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، حيث كان من المقرر أن يزور بوتفليقة باريس بعد فوزه بعهدة رئاسية ثالثة في أفريل الماضي، لكن الزيارة تأجلت إلى وقت لاحق، وتحدثت حينها وسائل الإعلام الوطنية عن توتر في العلاقات بين البلدين على خلفية محاكمة باريس للدبلوماسي محمد زيان حسني، المتهم بتدبير اغتيال قيادي الأفافاس المحامي علي مسيلي بفرنسا، ثم اتهام الجيش الجزائري بالضلوع في اغتيال الرهبان الفرنسيين بمنطقة تيبحيرين بالمدية، و فتح تحقيق قضائي في الأمر، مع المطالبة برفع السرية عن الأرشيف المتعلق بالقضية، وأخيرا إنشاء مؤسسة ذاكرة حرب الجزائر وتقنين تجريم إهانة الحركى بسبب ماضيهم السلبي· ويقول هذا المصدر إن ''السبب الأساسي للخلاف بين البلدين هو عدم استجابة ساركوزي للمطلب المتكرر بضرورة الاعتراف بجرائم الحرب المرتكبة في حق الجزائريين خلال حقبة الاستعمار، في وقت حصلت فيه ليبيا على اعتراف وتعويضات من المستعمر الإيطالي، وهو ما سبب حرجا للجزائر على الصعيد الدولي''· أما السبب الثاني، فيتمثل في ''عودة نفوذ ما يسمى باللوبي اليهودي في فرنسا منذ وصول ساركوزي إلى الحكم، وبالنسبة للجزائر، فإن تعيين المحامي ذي الأصول اليهودية، أرنو كارسفيلد، من طرف ساركوزي لإنجاز بحث علمي حول حرب الجزائر يعد موقفًا عدائيًا واضحًا''· أما السبب الثالث لعودة التوتر بين البلدين، حسب المتحدث، فهو ''سعي ساركوزي للاستثمار في الجيل الثالث من المهاجرين الجزائريين، وسعيه أيضا لمنح الجنسية الفرنسية للجزائريين المولودين قبل الاستقلال عام ,''1962 ما يعني إيجاد انقسام اجتماعي على المدى البعيد بين أبناء البلد الواحد وبين الأخوة في الأسرة الواحدة·