وجدت دراسة لمجموعة من الطالبات بقسم علم الاجتماع بالمركز الجامعي بالطارف أن فتيات وفتية المدارس الثانوية قد حققوا درجات متماثلة في امتحانات التقييم القياسية لمادة الرياضيات والفيزياء في أكثر من 10 مدارس مختلفة الأطوار• رغم قلة حظ نتائج هذه الدراسة في تغيير ما يعتقده معظم الناس حول الأمر، أي أن الفتيات ليس لهن نفس القدرات أو المواهب الطبيعية التي يتمتع بها الأولاد بالنسبة لتحصيل مادة الرياضيات، لكنها ينبغي حتما أن تفضي بالمرشدين التربويين والمعلمين إلى تغيير الطريقة التي يفكرون بها حول هذه المسألة• وكانت دراسة مقارنة مماثلة قد أجريت قبل حوالي سنتين بالقسم المماثل بجامعة عنابة، خلصت إلى أن الفتيات كُنّ أكثر توجها نحو تحصيل نتائج أسوأ من تلك التي يحصل عليها الصبيان في مادتي الرياضيات والفيزياء• وقالت الدراسة إن سبب هذا التطور هو إقبال الفتيات على فصول ومقررات الرياضيات، وهذا هو السبب الأساسي الذي يعتبره الطلبة تفسيرا لنتائج هذه الدراسة الأخيرة• ودلالة هذا التغير في نتائج وتحصيل الفتيات لعلم الرياضيات هو أنه من الأرجح أن تكون العوامل الاجتماعية، فضلا عن خلفيات الناس التعليمية، هي الأسباب الرئيسية لتلك الفجوة في تحصيل الرياضيات بين الذكور والإناث والتي تم اكتشافها قبل عشرين عاما، وليس بالضرورة الجنس، هذه الاستنتاجات تجد لها سندا أيضا في نتيجة أخرى من نتائج الدراسة• ويبدو من تحليل نتائج هذه الأخيرة أن عدد الذكور الذين جاءت درجاتهم في امتحانات الرياضيات أعلى من درجات الفتيات هو ضعف عدد هؤلاء الفتيات، لكن هذه النسبة جاءت معكوسة تقريبا بالنسبة للدرجات التي حصل عليها الطلاب والطالبات على مستوى ولاية الطارف• كذلك توصّلت هذه الدراسة المقارنة التي أجراها فريق بحث إلى أمر جدير بالملاحظة، وينبغي أن يدفع الناس إلى التفكير حول ما إذا كانت هذه الامتحانات القياسية التي تعطى لطلاب المدارس الثانوية مناسبة وجيدة أم رديئة• فلم يكن هناك في أسئلة هذه الامتحانات سؤال واحد يتعاطى مع حل المسائل المعقّدة أو مشكلات ذات طبيعة مركّبة، وهذا بدوره قد يدفع المعلمين إلى عدم الاهتمام بتدريب طلابهم وطالباتهم على طريقة حل هذا النوع من المشكلات غير البسيطة أو المباشرة، وذلك قد يؤدي أيضا إلى عدم جاهزية الطلاب المتخرجين من المدارس الثانوية لتلقي مقررات متقدمة في مادة الرياضيات علي مستوى الكليات والجامعات•