الصينيون هم الذين أبلغوا عن خلية الفساد في وزارة الأشغال العمومية المتكونة من الأمين العام للوزارة ورفاقه! والفرنسيون هم الذين اكتشفوا ''المطبعة الرسمية الوطنية'' لطباعة الدينار في مدينة ليون الفرنسية! والإسبان هم الذين أبلغوا الجزائريين عن قائمة العملة المهربة إلى إسبانيا باسم جزائريين، وعن الأملاك التي يشتريها جزائريون من حر مال الفساد المستشري في البلاد! وقبل هذا الفرنسيون هم الذين قاموا بالإبلاغ عن النشاط غير المشروع لعبد المؤمن خليفة! والأوكرانيون هم الذين أبلغوا الجزائريين عن الخلل الذي وجد في تجهيزات الطائرات الروسية! فماذا كشف الجزائريون من فساد ومفسدين؟! لاشيء! لأن الفساد لا يفضح نفسه! والسلطات الجزائرية ترى الفساد بعين الرضى! الشركة الصينية التي تنجز الطريق السيار قالوا إنها هي التي أبلغت السلطات الجزائرية بوجود رشوة•• وأنها كانت ضحية لأنها قدمت هذه الرشوة ولم تحصل على الخدمات المطلوبة•• وأن الرشوة قدمت بالدينار ولكن الشركة لم تذكر لنا الرشوة التي قدمت بالدوفيز؟! فهل من يقدم الرشوة بالدينار لا يقدمها بالدوفيز؟! أم أن رشوة الدوفيز أكبر من أن يعلن عنها على الأقل في الوقت الحاضر؟! الشركة الصينية تكون قد استفادت من القانون الجزائري الذي لا يعاقب من يبلغ عن الرشوة! فبلغت بالرشوة رغم أنها هي الراشية؟! وماذا يقول الرأي العام عندما يسمع بأن الشركة الصينية هذه التي تنجز الطريق السريع تقوم بإرشاء المسؤولين ثم تبلغ عنهم ولا تحاسب عما تفعل وهم يسألون؟! وماذا يقول الشعب الجزائري عندما يعرف بأن دولته تتعامل مع شركة مرتشية! المصيبة أن الشركة الصينية هذه عرفت بأن البلاد لا تسير إلا بالرشوة، فقامت ببناء فندق الشيراطون بسعر فيه من الجدل ما يؤكد ما يقال؟! وتتواجد هذه الشركة في الطريق السيار شرق - غرب، وفي المياه والسكن وقطاعات أخرى حيوية، ولأن هذه الشركة عرفت حكاية ''ادهن السير يسير'' في الجزائر، أصحبت تحصد المشاريع حصدا وتدفع الرشاوى علنا وتبلغ عمن يتلاعب بمصالحها! ويقال إن هذه الشركة هي الآن بصدد إعادة تقييم سعر إنجاز الطريق السريع وفق معطيات جديدة لم تنص عليها الصفقة التي وُقّعت منذ سنوات! لا بل إن هذه الشركة قد تفوز أيضا بصفقة إعادة بناء قاعة قصر الأمم بنادي الصنوبر•• وعندها سنعرف أمينا عاما جديدا مثل أمين عام وزارة الأشغال العمومية؟!