نشرت الزميلة ''الخبر'' أمس فضيحة جديدة من فضائح الطريق السيار حول ما أسمته دور لوبيات فرنسية أو دور بيار فالكون، الذي قالت عنه إنه كان الوسيط بين الشركة الصينية الفائزة بالصفقة وبين شخصيات سياسية، منها وزير الخارجية السابق، محمد بجاوي والمرشح المهزوم لرئاسة اليونسكو الذي عرفه في باريس لما كان فالكون ممثلا لأنغولا لدى اليونسكو·· ولا أدخل في تفاصيل ما نشرته الجريدة حول القضية، بل لفت انتباهي أن بيار فالكون المتورط في القضية التي باتت تعرف بقضية ''أنغولا غايت''، فالرجل كان يورد الأسلحة، التي دارت بها الحرب الأهلية في أنغولا بداية التسعينيات من القرن الماضي، وهي القضية التي حكم عليه فيها بالسجن ست سنوات الأسبوع الماضي، وهو يقبع الآن في السجن بسببها، فما سبب إخراج هذه القضية التي يتهم فيها إلى جانبه وزير الداخلية الفرنسي الأسبق، شارل باسكوا، وطرحها الآن على الواجهة في فرنسا والزج بهذا الرجل القوي فيها في السجن، في الوقت الذي ذكر فيه اسمه في تحقيقات فضيحة الطريق السيار بالجزائر· فهل لقضية الجزائر علاقة مباشرة بسجنه في فرنسا، والغرض منها إبعاده من التداول، إن صح التعبير، يغطي عن ''فالكونات'' الجزائر، وعن المستفيدين الحقيقيين من صفقة الطريق السيار بفرنسا، والتي لا يستبعد أن تكون لوبيات سياسية لها تأثيرها ونفوذها في دوائر الحكم بالجزائر· ولا أدري لماذا يثق الجزائريون في شخص له سوابق عدلية، إذ أنه أدخل السجن بسبب قضية ''أنغولا غايت'' قبل أن يطلق سراحه بعد سنة ليلتقي بعدها بمحمد بجاوي، الذي يبدو أنه استعان بمهارات الرجل في تغذية الحروب الأهلية، فاستعين به في حروب الفساد في الجزائر وحروب الضغط الفرنسي على الجزائر، التي صارت ثرية بعد سنوات عجاف بفضل طفرة النفط وبفضل حرب العراق، فأبت فرنسا وأذيالها هنا في الجزائر إلا الاستحواذ عليها، فهي مازالت ترى بأننا حديقتها الخلفية وجزءا من ممتلكاتها، ولذلك فهي تبيعنا مثلما تبيع صفقاتنا العمومية لمن يدفع لها أكثر·