مباشرة بعد الإعلان عن نتائج الثلاثاء، وبعد انتخاب المرشحة البلغارية إيرينا بوكوفا لرئاسة منظمة اليونسكو، أرجع عدد من المثقفين المصريين هزيمة فاروق حسني في المنافسة إلى ''اللوبي اليهودي'' و''الحركة الصهيونية''، حيث قال رئيس اتحاد الكتاب المصريين ورئيس اتحاد الكتاب العرب محمد سلماوي·· ''إن النتيجة مثل نتيجة أية مباراة يمكن لإنسان أن يفوز بها أو يخسرها، لكن المقلق في هذا الموضوع تسييس هذه الانتخابات لهذه المنظمة الدولية للمرة الأولى في تاريخها''· وأضاف أن ذلك راجع إلى ''المعركة التي خاضها اللوبي اليهودي في الغرب حين انتزع أقوال لحسني وأخرجها من سياقها أين تم فتح معركة سياسية من خلالها''· من جهته اعتبر جابر عصفور، مدير المركز القومي للترجمة ''النتيجة أمر طبيعي لأن إسرائيل لن تسمح بذلك وهي على أبواب العمل الجاد لتهويد القدس العربية، لذلك لن تسمح لأي مرشح عربي أن يتولى موقع المدير العام لهذه المنظمة الدولية''· وفي السياق ذاته، كان فاروق حسني قد صرح قبيل بدء الجولة الأخيرة بأن هناك تكتلات تعمل على منصب مدير عام اليونسكو ضده، مضيفا أنه ضد تسييس المنظمة، وأن بعض المؤسسات اليهودية ''وليس كلها'' كانت ضد ترشيحه للمنصب نتيجة الخلط بين المواقف السياسية من ناحية والأخلاقية والإنسانية من ناحية أخري· من جهتها شنت وسائل الإعلام المصرية حملة موسعة حول على ما أسمته مؤامرة حيكت ضد المرشح العربي الوحيد، خاصة قضية تصريحاته حول إحراق الكتب اليهودية، وأنها مؤامرة ضد كل العرب· وتأتي تصريحات حسني بعد خسارته في المنصب الذي تفرغ له في الأشهر الأخيرة لحشد التأييد العربي والعالمي من أجل الظفر به، الأمر الذي أدى به إلى الدخول في مساومات دبلوماسية مع المنافسة المغربية ''السابقة''، بأن يساند الطرف المصري موقف المملكة من قضيّة الصحراء الغربيّة ضد الموقف الجزائري، مقابل أن يتنازل الطرف المغربي على الترشّح· وحسبما تناولته مصادر إعلامية مصرية سابقا، فإن وزير الثقافة المصري حاول الوصول إلى منصب اليونسكو عبر إرضاء إسرائيل بعقد صفقة إنشاء المعبد اليهودي بالقاهرة، حيث وافقت الحكومة المصرية على إنشاء معبد يهودي بمنحة من اليونسكو، في قلب العاصمة القاهرة· وبإخفاق حسني·· تكون المرة الثالثة التي يفشل فيها العرب في الوصول إلى قيادة هذه المنظمة، بعد ترشح غازي القصيبي السفير السعودي ببريطانيا قبل 10 سنوات، وإسماعيل سراج الدين المصري الجنسية الذي كان يعمل في المؤسسات الدولية·