جدد المجلس الثوري لحركة فتح، في ختام اجتماع استثنائي في رام الله بالضفة الغربية، تمسكه بالرئيس الفلسطيني محمود عباس مرشحا واحدا ووحيدا للحركة في الانتخابات المقبلة للرئاسة• واتهم المجلس، في بيانٍ عقب الاجتماع الاستثنائي، الاثنين، خصص لمناقشة إعلان عباس الخميس الماضي رغبته عدم الترشح، الإدارة الأمريكية بالانحياز الفاضح للموقف الإسرائيلي في مواصلة الاستيطان خلافا لكل القرارات والمبادرات الدولية، مستهجنا التراجع عن المواقف والقرارات الدولية المعلنة• وأكد المجلس دعمه للموقف الثابت للرئيس الفلسطيني الذي يعبر تعبيرا تاما عن موقف حركة فتح والمتمثل في إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من جوان عام 1967 مع حق اللاجئين في العودة والتعويض• وأثنى على النقاط الثماني الواردة في خطاب الرئيس كمرجعية للعملية التفاوضية، مشددا على الرفض التام لما أسماه التناغم بين إسرائيل وحركة حماس حول الدولة المؤقتة بحدود جدار الفصل العنصري• واعتبر أن عباس تعرض لعملية ابتزاز حاولت أن تمارسها الدوائر الإسرائيلية الرسمية وغير الرسمية، منتقدا حملة التشويه التي شنتها إسرائيل والتي تجاوبت معها بعض الدوائر العربية والفلسطينية• وشدد المجلس الثوري على أن الاستيطان عدو السلام وأن التعنت الإسرائيلي في الاستمرار ببرنامج استيطاني مكثف ما هو إلا انعكاس للنوايا الإسرائيلية الرامية إلى نسف عملية السلام• ويشار إلى أن عباس كان قد أعلن عدم رغبته في الترشح للانتخابات الرئاسية التي كان قد أصدر مرسوما حدد الرابع والعشرين من جانفي المقبل موعدا لاجرائها مع الانتخابات التشريعية• وفي سياق مواز، ذكرت صحيفة ''الفاينانشال تايمز'' البريطانية أن إعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن عدم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، قد لا يكون سوى تهديدا لن يرقى إلى درجة التطبيق، لكن ذلك لا يخفي واقع الموقف المتضعضع الذي تردى إليه الرئيس الفلسطيني بسبب المواقف الأمريكية والإسرائيلية التي قوضت كل ما كان يملك من مصداقية لدى شعبه• وتضيف الصحيفة ''كان من آخر هذه الصفعات مديح وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الذي انهال على بنيامين نتنياهو ل ''ضبطه النفس''، والدعم الأمريكي الذي يحظى به الموقف الإسرائيلي الرافض مسألة وقف التوسع الاستيطاني''• وتحذر الصحيفة بنيامين نتنياهو من شعوره ''الخادع بالانتصار''، لأن تماديه في سياساته وعلى الأخص منها سياسة التوسع الاستيطاني لا يعني سوى شيئا واحدا هو أن حل الدولتين غير قابل للتطبيق، وأن مصير الدولة العبرية إلى زوال إذا ما اختير حل الدولة الواحدة لشعبين بديلا• إذ سيتمخض هذا الحل لا ''محالة عن صراع مرير من أجل المساواة''• وترى الصحيفة أن إسرائيل لا بديل لها عن عباس سوى زعامة راديكالية غير مستعدة لتقديم أي تنازل• ومن جهة أخرى، أجرى الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، محادثات مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الاثنين، وسط تداعي الجهود الامريكية لاستئناف محادثات السلام المتعثرة في الشرق الاوسط•