ولارتباطاته بفريق عين الحجر، قرر تغيير الإقامة من قرية بوراشد في أحداث 18 ماي 45 بسعيدة، مباشرة بعد انتفاضة مناضلي حزب الشعب الجزائري والكشافة الإسلامية بحرق البلدية الاستعمارية بسعيدة وقطع الخطوط الهاتفية بين الخيثر وسعيدة وتخر يب خط السكة الحديدية بين سعيدة والخيثر مرورا بسيدي أحمد التي أحرق بها مخزن تخزين الحلفاء والمواد التموينية• واستقر جد عامر بوعزة ووالده قويدر الذي كان وقتها لا يزال شابا، إلى غاية وفاته في سنة 1950 وعمره 36 سنة إثر حادث مرور، مما يعني أن جد عامر بوعزة هو من مواليد 1914 بقرية بوراشد• ولما انتقلنا لعين المكان، بالقرية التي ترعرعت بها العائلة وولد بها الجد والأب وجدناها تختلف بكثير عن بلديات وقرى الجزائر التي فتحت بها العديد من الورشات، فشبابها الذي لا يعرف الكثير عن هذا اللاعب الدولي لكونه ولد بفرنسا وعاش بها وانتقل إلى إنجلترا، وخلال زيارته للجزائر في سنة 93 وأخيرا بجويلية 2009 لم تسمح لهم الظروف برؤيته لأن زيارته كانت قصيرة، لكنهم تعرفوا عليه من خلال الفريق الوطني عبر الصحافة الوطنية، ورغم حرمانهم الاجتماعي البادي على وجوههم الشابة، وانعدام وسائل الترفيه وفرص العمل والتكوين والإدماج المهني، غير أن استعدادتهم لتحضير عرس الجزائر كان الغالب على مجمل أحاديثهم المتنوعة، بخصوص أحجام الأعلام الوطنية التي تم شراؤها من الولاية سعيدة والملصقات والأقمصة والقبعات والمناديل وغيرها، والحديث حول كيفية شراء اللوازم على ''قعدة الشاي'' ونصب ''شاشة عملاقة من نوع بلازما'' في إحدى قاعات الضيافة لدى زميل لهم لمشاهدة مقابلة المصير على حد تعبير عبد الرحمان ''سنشاهدها جماعيا حتى نعطي للمقابلة نشوتها'' يقول قادة الذي كلف بتحضير ''الكورتاج'' في حال الفوز أو التعادل، وهي فرصة على حد تعبير عمر ورفاقه لمتابعة ابن منطقتنا الذي يحتمل أن يقحمه الشيخ سعدان في هذه المقابلة مقارنة بمردوده الطيب مع فريقه الإنجليزي (بلاك بول) الذي سجل معه لحد الآن أكثر من 4 أهداف من الزاوية المغلقة• عامر لا يعلم بخضوع أخته فتيحة لعملية جراحية أكد لنا عمه من ''الرضاعة'' فارس الذي لا تنقطع مكالماته الهاتفية مع اللاعب الدولي للمنتخب الوطني عامر بوعزة، تقريبا يوميا، بأن هذا الأخير في مكالمة هاتفية أجراها معه يوم 8 نوفمبر وهو يحط الرحال بمطار ''روما'' الإيطالية عبر فرنسا رفقة اللاعبين الدوليين للمنتخب الوطني بوفرة وصايفي للإلتحاق بمعسكر ''الخضر'' بإيطاليا، بأن عامر لا يعلم على الإطلاق بأن أخته الكبرى الثانية بعد فاطنة، وأم لطفلين ستجري عملية جراحية ''حساسة'' بإحدى العيادات الباريسية عشية مواجهة الفراعنة ليلة ال 13 نوفمبر، وطلبت من زوجها تسجيل المقابلة وعرضها عليها بعد الخروج من العناية المركزة التي نتمنى أن تكون ناجحة لتعود السيدة فتيحة لبيتها وعائلتها إن شاء الله• وحسب محدثنا، فإن العائلة بكاملها لا يمكنها تبليغ عامر بذلك، لكونه وكون العائلة بمن فيها السيدة فتيحة تعتبر مقابلة ''الخضر'' وتأهل المنتخب الوطني للمونديال من المقدسات الوطنية التي لا يجب التنازل عنها مهما كان الثمن لأنها تمثل جزءا من شهر نوفمبر، شهر انطلاق شرارة الثورة، نوفمبر الهوية الوطنية والتاريخية والفريق الوطني بالنسبة لنا كذلك• سكان سعيدة وأحياء بودية والنصر تتابع جماعيا مستجدات ''الخضر'' وبوعزة خلال أحاديثنا مع جيران عمه المرحوم بن سواق وابنه حميدة بحي النصر وسط مدينة سعيدة، لمسنا للوهلة الأولى حركة غير عادية بالمحلات التجارية للأقمشة وكأننا نتصادف مع احتفالات عيد الأضحى أو الناير، فالكل يشتري في قبعات ومناديل وملصقات وأقمصة الفريق الوطني لتزيين أنفسهم كالعرسان، وتزيين المحيط بالأعلام الوطنية وكأننا نستقبل عيدي الثورة والاستقلال•• إنه نوفمبر ثاني أعيادنا الوطنية وتعليق الأعلام على الشرفات بعدما غابت عنها خلال عشرية المأساة الوطنية، يقول عمي حميدة البالغ من العمر 63 سنة والذي ينتظر يوم 14 نوفمبر بشغف كبير• ونفس الملاحظة شدتنا عن أصحاب محلات الأشرطة الغنائية وشراء كل أنواع الملصقات لوضعها في مواكب السيارات من كل نوع في حال التأهل أو التعادل الذي يبقى كآخر احتمال لدى جيران عمي بن صواق بوعزة رحمه الله• ونفس الأجواء سجلناها بحي بودية الذي احتضن الخلايا السرية لحزب الشعب الجزائري إبّان الثورة، الحي الذي ترعرع فيه والد عامر بوعزة، حي قويدر وتزوج فيه من والدته مولات، وحضر إليه بوعزة بمناسبة زواج عمه بن صواق رحمه الله وهو طفل حسب ما أكده لنا عمه من الرضاعة فارس، الذي لا يزال لحد الساعة في اتصال مع عامر بوعزة بإنجلترا إلى غاية التحاقه ب''الخضر'' بروما يوم 8 نوفمبر الماضي• كل العائلة معك يا عامر رغم تحديد الأطباء الجراحين لإحدى العيادات الباريسية، تاريخ 11 نوفمبر لإجراء الفحوصات والتحاليل النهائية لإجراء العملية الجراحية ليلة ال 13 نوفمبر للأخت الثانية السيدة فتيحة، يقول عمه زرزاري في مكالمة معه، فإن العائلة شرعت في تحضير نفسها ماديا ومعنويا وبسيكولوجيا لاستقبال يوم 14 نوفمبر على غير العادة أكثر من رمضان، العيد، والعرس، فقد حضرت الوالدة العديد من الحلويات (وفتيل الطعام) والتوابل التقليدية الجزائرية، وشراء الشاي والنعناع المحلى واللوز والكاوكاو وكل ما يليق بالحفل، مع اختيار قاعة الضيوف الكبرى بوضع شاشة البلازما بها لاستقبال مجموعة من جيران والد بوعزة لمتابعة مقابلة المصير جماعيا في جو من النكهة والاحتفال برفاق بوعزة، مغني، بوفرة، فاواوي والآخرين• وقال لنا والده بوعزة قويدر، إن تاريخ 14 نوفمبر سينسيني الضغط الذي سأعيشه بسبب إجراء فتيحة لعمليتها الجراحية التي رفضت هذه البرمجة لمتابعة ''الخضر'' وأخيها، لكن قدر الله والمرض الذي تعاني منه وبرمجة الأطباء حالت دون ذلك، لكنها ستشاهدها مسجلة بعد خروجها من غرفة العمليات وستكون فرحتها وفرحتنا جميعا بنجاح عمليتها إن شاء الله وتأهل المنتخب الوطني بدون شك• والدته السيد / مولات لا تنقطع عن التضرع لله سبحانه عز وجل بالدعاء لش''الخضر'' وابنتها في كل أوقات الصلوات الخمس، وأكدت أن لا مفر لنا من التأهل إما بالفوز أو التعادل على الأقل رغم أننا لا نرضى به للفريق الوطني المشكل من 13 لاعبا، 11 منهم على الميدان وال12 هو المدرب سعدان واللاعب الثالث عشر الجمهور المتلهف الذي سيغلق كل أبواب فضائيات الغندور وأمثاله في حال الفوز إن شاء الله، يقول موسى بوعزة الأخ الأصغر لعامر•
سعيدة قدمت مدربين ولاعبين وبوعزة يقول الوالي السابق لولاية الأصنام في عهد الاستقلال، الشلف حاليا، ضابط جيش التحرير وعضو هيئة الاتصالات بقيادة القائد المرحوم سي عبد الحفيظ بوصوف المهتم بكتابة التاريخ حاليا، المجاهد سي مقران نجاري محمد من الولاية التاريخية الخامسة، إن ولاية سعيدة قدمت العديد من أبناء بلدتها للفريق الوطني عن طريق المجاهد الدكتور مولاي الطاهر مؤسس مستشفى جيش التحرير وفريق جبهة التحرير رفقة مخلوفي، سعيد عمارة، زوبا، كروم بوبول وغيرهم• ومن هذا المنطلق تكون سعيدة منتجة للإطارات الرياضية، فبعد الدكتور المرحوم مولاي الطاهر، جاء دور سعيد عمارة الذي كان لاعبا، ثم مديرا للشباب والرياضة بعد الاستقلال ومكونا ومربيا وطنيا وعربيا وإفريقيا وتقلّد منصب مدرب وطني ورئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم• ورغم مرضه العضال، ولزومه الفراش فهو يتابع بأعينه الضاحكة لحظة بلحظة مستجدات وأخبار ''الخضر'' ويتمنى إعادة مجد الجزائر في المحافل الدولية من خلال تأهل الفريق الوطني للمونديال إن شاء الله• وهو نفس شعور وإحساس عمي كروم بوبول المقيم بدائرة المحمدية بولاية معسكر، أحد رفقاء سعيد، ومخلوفي، وزوبا والآخرين في فريق جبهة التحرير الوطني الذي لقي دعما ماليا وأدبيا ومعنويا من سكرتير الولاية التاريخية الخامسة المجاهد سي الحسين أحمد مدغري ضابط المنطقة السادسة وأول وزير شاب للداخلية رفقة سي عبد القادر المالي ''عبد العزيز بوتفليقة'' أول وزير للشباب والرياضة في عهد حكومة أحمد بن بلة• ولضمان التواصل ها هو عامر بوعزة ابن عرش الخلايفية وسيدي خلف الله من مدينة المياه المعدنية والمجدوب يلتحق بكتيبة النصر ل 14 نوفمبر إن شاء الله• بوعزة يتبرك بالولي الصالح سيدي خلف الله وسيدي امعمر
من المناسبات الحقيقية التي أدت بلاعب المنتخب الوطني وبلاك بول الإنجليزي، لزيارة مدينة المياه المعدنية في جويلية الماضي، هي مسألة وفاة عمه بن صواق بعدما عمل المستحيل لمعالجته بفرنسا بتدخل رئيس الفاف محمد روراوة لدى السفارة الفرنسية لتسهيل إجراءات التأشيرة لنقله لفرنسا، ولكن قدر الله كان أقوى وكانت أول زيارة له بمجرد حط الرحال بسعيدة، ضريح الولي الصالح سيدي امعمر ابن جده الولي الصالح سيدي خلف الله وقبر عمه بن صواق والدعاء له، باعتبار بوعزة إنسان متدين جدا• ورافقه العديد من أهل عشيرة الخلايفية التي يتنمي إليها اللاعب الدولي وأقاربه، كما حظي باستقبال خاص ومميز من طرف إدارة ''الأسياس'' برئاسة الحاج محمد الخالدي ورئيس بلدية سعيدة، وسميري ولاعبي الفريق وأنصاره بملعب 13 أفريل .58 وتمنى بوعزة عودة ''الأسياس'' مرة ثانية إلى حظيرة الكبار خلال هذا الموسم لكونها تحتل المرتبة الأولى حاليا في مجموعتها بالقسم الوطني الثاني•