نسمع باستمرار عن مشادات لفظية بين التلاميذ والأساتذة تتحول في غالب الأحيان إلى شجارات لا تحمد عقباها، خاصة في الثانويات العاصمة، حيث إن أغلب التلاميذ من فئة المراهقين يمارسون العنف ضد أساتذتهم بأشكال مختلفة بدءا بعصيان الأوامر حتى يتطور إلى السب والشتم• وبخصوص الظاهرة اتصلت ''الفجر'' برئيس الاتحادية الوطنية لجمعية أولياء التلاميذ خالد أحمد الذي اعتبر أن منع ممارسة العنف اللفظي والجسدي ضد التلاميذ منذ زمن بعيد حتى يكون فيه يساهم في نشرا لأخوة والمحبة في القسم سواء بالنسبة لتلاميذ والأساتذة على حد سواء، وأشار المتحدث إلى وجود تعليمات سنوية تصدرها الوزارة عن طريق إرسال منشورات للمدارس التي هي بمثابة تذكير الهيئة التعليمية بذلك خاصة بالنسبة للأساتذة الجدد لتجنب العنف• من جهة أخرى، نوّه أحمد خالد إلى أن الأساتذة يتعرضون للعنف من طرف التلاميذ فما عليهم التحلي بالصبر والمسؤولية وتجنب الدخول في مناوشات حادة تزيد من حدة العنف، وتقدير ظروف التلميذ الذي يمر بظروف اجتماعية قاسية• في حين ترى الأخصائية النفسانية (غ•أ) أن العنف المدرسي سواء كان من التلميذ للأستاذ والعكس فالتلميذ وخاصة في سن المراهقة يلجأ إلى العنف اللفظي بطريقة غير مباشرة للفت انتباه الآخرين ليثبت نفسه محاولة منه لمواجهة كل من يمثل السلطة وقد يكون التلميذ قد تعود على مثل هذه التصرفات في البيت أو المحيط الذي يعيش فيه أو عدم استقرار العائلة كالطلاق وحتى اكتئاب الوالدين• كما أن مشاهدة الألعاب الفيديو والأفلام المرعبة قد تلعب دور كبير لممارسة العنف، فالطفل في المرحلة تعلم كلما يراه في التلفاز أما المراهق يرغب في التقليد لفرض نفسه• وتضيف المتحدثة أن العنف يتولّد من آفات أخرى كالمخدرات والتدخين، فالذي يتعاطى الكحول له استعداد للعنف اللفظي• وترجع الأخصائية أن عنف الأستاذ ضد التلميذ يكون لفظيا حالة ما كانت هناك ضغوط اجتماعية أو نفسية كالقلق والاكتئاب واكتظاظ القسم فيلجأ لمثل هذا التصرف• ولتجنب العنف قالت المختصة إن الحوار هوا لطريقة المثلى لحل كل المشاكل، فعلى الأستاذ أن لا يقابل العنف بالعنف لأنه يؤثر في التحصيل الدراسي بطرق مختلفة مباشرة كانت أو غير مباشرة، فالصراع مع الزميل أو الأستاذ يفقد التركيز في القسم• وفي الأخير، اقترحت الأخصائية على الأستاذ أن يفرض قوانين التدريس والإطار العام الذي يكون في القسم مضيفة أنه في حالة عدم تحكم الأستاذ في التلميذ فعليه لفت انتباه العائلة والتي تلعب الدور الكبير للحد من الظاهرة، فعلى الأولياء التحاور مع أبنائهم وتوعيتهم وإذا لم يستجب، عليه بالتوجه إلى مختص نفساني لتحديد المشكلة ومن ثمّ الحل•