تشهد أسواق الأغنام في بعض المناطق بولاية تيزي وزو ارتفاعا ملحوظا في أسعار بيع الأضاحي بنسبة تصل إلى 30 بالمئة مقارنة بالعام الفارط، أيام قلائل تفصلنا عن عيد الأضحى المبارك وهو ما لم يجد له المواطن البسيط مبررا منطقيا ليوقعه بذلك بين مطرقة ارتفاع الأسعار وسندان جشع بعض الموّالين المحتكرين للسوق المحلية• تجولت ''الفجر'' بسوق الأغنام الكائن بمنطقة واد عيسى وحاولنا الاقتراب من بعض الباعة لنسألهم عن أسعار المشاية هذه السنة، خاصة وأننا سجلنا عزوف المواطنين عن اقتناء الأضحية نظرا لارتفاع الأسعار، فأكد لنا أحد الموّالين أن ارتفاع أسعار الكباش يعود إلى بيع ملاك الأغنام الصغار لمواشيهم في فترة غلاء الشعير والأعلاف لعدم قدرتهم على دفع مصاريف مأكلها خاصة القاطنين بالمناطق القريبة من سلسلة جرجرة، وتحتاج هذه الأغنام إلى رعاية خاصة الى جانب جعل نسبة الأضاحي المعروضة في هذه المناسبة اقل من نسبة الطلب، كما أننا - يضيف المتحدث - ننتظر عيد الأضحى المبارك باعتباره فرصة ذهبية لاستعادة المصاريف السنوية التي تم إنفاقها على هذه الكباش دون احتساب أتعابنا ومشقة تربيتها، خاصة وأن البعض من هذه الكباش يفوق عمرها العامين• وفي حديثنا مع موال آخر طرح مشكل تجسس المضاربين الذين ألهبوا السوق المحلية محاولين جعل مناسبة عيد الأضحى فرصة للاستثمار محمّلين بذلك إيّاهم مسؤولية التهاب أسعار الماشية بالأسواق، وكذا مختلف نقاط البيع المنتشرة عبر تراب ولاية تيزي وزو• وعن أسعار الماشية أكد لنا أحد الباعة أنه لا يمكن اقتناء أضحية العيد بأقل من 18 ألف دينار للكبش الصغير الذي لا يتعدى عمره 9 أشهر في حين تجاوز سعر الكبش صاحب القرنين 35 إلى غاية 40 ألف دج، ما حرم العديد من المواطنين دخول سوق الماشية آملين أن تنخفض الأسعار خلال اليوم الأخير قبل عيد الأضحى• كما أن جولتنا التي قادتنا في محطة أخرى إلى مختلف نقاط البيع المتنقلة كشفت عن عزوف المواطنين عن شراء الأضاحي الى غاية اللحظة باستثناء القاطنين بالمناطق الريفية الذين كانوا قد وفّروا لأنفسهم أضحية العيد من خلال تربيتهم لكبش محلي• لكن ما شد انتباهنا، ونحن نتجول في هذه الأسواق التوافد الكبير للموالين القادمين من الجلفة دون وجود من يشتري منهم، كما أن حضور هؤلاء الموّلين بالولاية لم يلق تجاوبا كبيرا من طرف السكان الذين أكدوا في تصريحهم ل''الفجر'' أنهم يخافون من نوعية هذه الكباش التي ظهرت للعيان نحيفة كما أنها جابت العديد من ولايات الوطن منذ الصيف الفارط مشيا لتصل إلى تيزي وزو في حالة حرجة فهي بذلك معرضة للعطش ما قد يعرضها لأمراض داخلية لاسيما في الكبد، وهذا رغم الأسعار المعقولة التي يوفّرها هؤلاء الموّالين مقارنة بأسعار الكباش المحلية الكبيرة والتي لا تتعدى أثمانها حسب موّالي الجلفة 25 ألف دج• في حين يقدّر آخر سعر للكبش 16 ألف دج ليبقى إلى غاية اليوم أغلب سكان جرجرة بدون أضاحي العيد التي فضّل أغلبهم اقتناءها يوم أو قبل يومين من موعد النحر خلافا لما شهدناه العام الفارط، حيث تحوّلت شرفات العمارات إلى اسطبلات وكذا الشوارع الكبرى لتيزي وزو وأنت تجد أطفالا يرعون كباشهم المختلفة• كما أنه وللاقتداء بسنّة سيدنا إبراهيم عليه السلام، قرّرت بعض العائلات الاستنجاد بالماعز رغم قلة تربيته ووجوده بمناطق تيزي وزو•