سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
''الغارديان'' و''نيويورك تايمز'' تتهمان حسني مبارك بإذكاء العنف ضد الجزائر للتنفيس عن الإحباطات الداخلية قالت إن سبب الأزمة هو عدم تقبل القاهرة للخسارة في الخرطوم
''علاء مبارك بدا كما لو أنه يدعو الدولة لإعلان حرب'' ضد الجزائريين'' قالت صحيفة ''الغارديان'' البريطانية أمس إن الأزمة التي أعقبت مباراة مصر والجزائر وأعمال العنف التي اندلعت عقب المباراة سببها هزيمة مصر• وأوضحت الصحيفة أن هذه الهزيمة كشفت عن عجز مصر عن تحقيق النصر حتي في ملعب لكرة القدم، مشيرة إلى أن الرئيس حسني مبارك ونظامه استغلا الأزمة لتهييج مشاعر المهمشين للتنفيس عن غضبهم وإحباطاتهم• وأشارت الصحيفة إلى أن مبارك وحكومته أرادا تهييج مشاعر المصريين تجاه الجزائر، وأن الإعلام ساعدهم على ذلك بدعوى أن المصريين تعرضوا لاعتداءات في السودان، ليصب المصريون إحباطهم على كرة القدم• وأضافت أن النتيجة كانت استغلال الكرة لخلق جدل قومي غير معتاد في مصر، وأن مبارك وحزبه استغلا الفرصة لإشعال غضب شريحة من المجتمع طالما استبعدت من أي تطور سياسي أو اجتماعي في مصر، لتنفيس غضبهم تجاه الآخر الذي تمثل في الجزائر• واعتبرت ''الغارديان'' أن الرئيس مبارك والحزب الحاكم استغلا الفرصة لإشعال غضب شريحة من المجتمع التي طالما كانت مستبعدة من أي تقدم سياسي أو اجتماعي، فكانت فرصة لخلق الغضب ضد الآخر، وهو في هذه الحالة الجزائريين طبعا، وإلقاء مسؤولية ما حدث أو ما لم يحدث عليهم• وأكدت الصحيفة أن أعمال الشغب التي أعقبت المباراة من قبل المصريين كانت نابعة من الإحباط بسبب خسارة المباراة التي رأوا الفوز بها مستحقا• وذهبت الصحيفة، واسعة الانتشار، أن المصريين لم يكن لديهم خلال السنوات الماضية ما يجعلهم سعداء، سوى الفوز بكأس أمم إفريقيا لمرتين• وأكدت أن خسارة المباراة تركت الأمة المصرية جريحة وغير قادرة على تقبل فكرة أنها غير قادرة على تحقيق النجاح• وقالت الصحيفة إن القادة المصريين كانوا في فيلاتهم يدخنون السيجار، فيما تنتشر أعمال العنف في شوارع القاهرة التي أحاطت بالسفارة الجزائرية وألحقت أضرارا بها، وهم يعلمون أن مشكلة الجزائر ستشغل المواطنين عن مشاكلهم الحالية• من جهتها، وفي نفس السياق، قالت صحيفة ''نيويورك تايمز'' في تقرير أعده مراسلها في القاهرة، تحت عنوان ''هذه المرة كرة القدم تدفع المصريين لأعمال الشغب وليس الخبز''، إن الحكومة المصرية أججت مشاعر الغضب في قلوب المصريين ضد الجزائريين بعد المباراة، وهو ما دفع الشباب الغاضب إلى التظاهر واللجوء إلى الشغب وأعمال العنف أمام السفارة الجزائرية في القاهرة• وتشير الصحيفة إلى أن الحكومة المصرية قامت بسحب سفيرها من الجزائر بمجرد خسارة المنتخب المصري في أم درمان واتهمت الجزائريين بترهيب وتهديد المشجعين المصريين بعد المباراة• ويرى مراسل الجريدة أن نجل الرئيس مبارك الأكبر، علاء مبارك، بدا كما لو أنه ''يدعو الدولة لإعلان حرب'' ضد الجزائريين عندما اتصل هاتفياً ببرنامج تلفزيوني شهير ليعبر عن وجهة نظره، خاصة وأنه كان بين المشجعين قائلاً: ''لا يجب أن نحتفظ بصمتنا عما جرى هناك• ويجب أن نتخذ موقفا حاسما، فهذا يكفي، ومصر يجب أن تحترم، فنحن مصريون ونرفع رؤوسنا عالياً، ومن يهيننا يجب أن يضرب على رأسه''• وذهبت ''نيويورك تايمز'' إلى أن الحكومة المصرية عكفت من البداية على استغلال المباريات مع الجزائر وأضفت طابعا سياسيا عليها، حسب ما يقول المحللون السياسيون، فإذاعة الراديو أذاعت الأغاني الوطنية، وامتلأت شوارع القاهرة بالشباب الذين يبيعون الأعلام المصرية، وذهب جمال مبارك، الذى ينظر له كوريث للحكم، إلى المباراتين ليدعم منتخب البلاد• وتقول الصحيفة، نقلا عن عدد من النقاد، أن الحكومة، وخاصة الحزب الوطني الحاكم، تمنوا أن يحقق المنتخب المصري النصر على نظيره الجزائري حتى تعزز مصداقيتها وتصرف انتباه المصريين عن تفشي الفقر والجمود السياسي في البلاد، وبعدما خسر الفريق الوطني، تقول الصحيفة، إن الحكومة حاولت مرة أخرى استغلال مشاعر الغضب المتأججة•