في الوقت الذي استفاق فيه أهل الثقافة والفن في مصر على ''دوخة'' مقاطعة المهرجانات الجزائرية، بعد قرارات ارتجالية ساذجة غير محسوبة العواقب، اختتمت، أول أمس، فعاليات الملتقى الأول للمهرجانات في البلاد العربية الذي عقدته ببيروت المنظمة العربية للتنمية الإدارية في جامعة الدول العربية، بالإشادة بالتجربة الجزائرية في تنظيم أهم المهرجانات الدولية العربية• اختتمت، مساء الجمعة، فعاليات الملتقى الأول للمهرجانات في البلاد العربية، المنظم من طرف المنظمة العربية للتنمية الإدارية في لبنان، بالتعاون مع جهات متعددة، منها المنظمة الأوروبية للمهرجانات ووزارات وشركاء إعلاميون، بينهم ممثلون عن وزارة الثقافة الجزائرية، تحت عنوان ''دور إدارة المهرجانات في التنمية الثقافية والاقتصادية والاجتماعية''، والذي ناقش سبل تعزيز التعاون وتنظيمه بين المهرجانات المقامة في الدول العربية وتبادل التجارب والخبرات في هذا المجال• وفي سياق عرض التجارب العربية في تنظيم المهرجانات الثقافية الكبرى، كشف الخبير في تنظيم المهرجانات، الدكتور عمار كساب، أن ''موازنة وزارة الثقافة الجزائرية تبلغ نحو 300 مليون دولار سنويا، وهي موازنة تتخطى كل الموازنات الثقافية العربية''، مضيفا أن ''الدعم الذي تلقاه الثقافة في الجزائر، ناجم عن سياسة اعتمدتها لتلميع صورتها عبر استضافتها مهرجانات ضخمة ومؤتمرات وورشات عمل وفنانين عرب وعالميين''، مؤكدا أن ''المكانة التي باتت تحتلها مهرجانات الجزائر في الساحة الثقافية العربية جديرة بالاحترام''، وأن ''الدعم الذي تخصصه الدولة الجزائرية لتنظيم فعاليات ثقافية ضخمة دولية وعربية، ساهم كثيرا في دفع عجلة الثقافة الجزائرية والعربية''• هذه الشهادة العربية، في أول ملتقى للمهرجانات في البلاد العربية، جاءت لتكسر ''الغرور'' المصري من جديد، وتؤكد أن ''أم الدنيا'' لم تعد عرّابة الثقافة في الوطن العربي، كما يزعم أبناؤها، وأن زمن الزعامة الفرعونية الفنية قد ولّى، أمام التطور الكبير الذي تشهده الصناعة الدرامية في سوريا مثلا، أو ثقافة المهرجانات الفنية والأدبية الضخمة، التي باتت محلّ ازدهار في الخليج العربي أو في المغرب العربي بما في ذلك الجزائر، التي احتضنت قبل أشهر أضخم تظاهرة ثقافية إفريقية، بميزانية تقارب 100 مليون أورو، إضافة إلى تظاهرات سينمائية ومسرحية وموسيقية وأدبية محترمة•