أجهد الرئيس الأمريكي نفسه فحفظ جملة من اللغة العربية حيّانا بها قائلا: ''السلام عليكم''• فشعرنا بالفرحة وقلنا إن الذي حيّانا هو حسين أوباما، وبعد ذلك حيّانا: ''لا سلام لكم ولا سلام عليكم''• فقلنا إنه يحيينا باللغة العبرية وإن الذي يحيينا هو باراك أوباما• ورغم كل هذا فقد تواصل ابتهاج العالم العربي واستبشر خيرا عندما تلفظ أوباما بتحية الإسلام وحيّا بها الجموع الحاضرة إثر زيارته للقاهرة• تفاءلنا حقا بالرجل الذي رحنا نتعقب في سمرة بشرته وجه الزنجي المحب للسلام مارتن لوثر كينج• علقنا عليه الآمال حتى كدنا أن نجزم بأنه مخلّص هذا العالم من الشر الذي استفحل فيه• توقعنا أن نرى البلابل ترفرف فوق قباب العراق من دون أن تفزعها قوات الاحتلال التي ستنسحب منه بهدوء تام• فكان كل ما فعله هو تشميع عش الدبابير بعد أن أعطى أمرا بإدخال جيشه إلى الثكنات إلى حين تسمع كلابه صفيرا يأذن لها باستئناف أكل لحوم العراقيين أحياء• حيّانا أوباما من القاهرة قائلا: ''السلام عليكم'' ومن العراق حيانا قائلا ''لا سلام عليكم ولا سلام لكم''! وستتواصل طقوس هولاكو وستستمر فاجعة كربلاء المقدسة''• حيّانا أوباما وحيّته نوبل ولم يقبل بالتحية فوزعها على الفقراء لكونه على يقين بأنه ليس أهلا لها وأن الجائزة ليست سوى توريط له، وهو على ما يبدو من النوع الذي لا يحب التورط في السلام• ولأن الجائزة منحت له على نواياه الحسنة التي استنبطت نوايا سيئة، حيانا من القاهرة قائلا: ''السلام عليكم'' ومن فلسطين قال لنا: ''لا سلام عليكم ولا سلام لكم ولا القدس، لا الأقصى، لا حق العودة، لا حائط البراق ولا أغصان الزيتون••• وحتى وإن رضيتم بهذا الوضع فلا سلام عليكم''• وآخر تحية حيّانا بها وزنها ثلاثون ألف جندي إضافي في أفغانستان سيشتغلون على إطالة عمر الحرب ومشتقاتها على الشعب الأفغاني• حيّا أوباما العالم بخطته المفاجئة لإنقاذه من أزمة الاقتصاد العالمي وذلك بجعل الأزمة تتفاقم بعد أن عجنها وتكرها لتختمر بخميرة سعرها ثلاثون مليار دولار• حيّانا رجل البيت الأبيض بطريقة لا تزيد لأطفال أفغانستان سوى البؤس والفزع من قبعات جنود يحملون على جباههم طوابع الشذوذ الجنسي• حيّانا بثلاثين ألف جندي سيعملون على دفع الشعب الأفغاني للمزيد من التراجع في السلّم الزمني إلى غاية الوصول إلى العصر الجليدي بعد أن بلغ العصر الحجري• سترد هذه الشعوب بدورها التحية بمثلها، ستحيّيه أرض جمال الدين الأفغاني بمزيد من توابيت يغطي العلم الأمريكي خشبها الأبنوسي، وسوف يدفع الشعب الأفغاني بدوره أوباما وجنده ليتراجعوا في السلّم الزمني إلى غاية الاحتراق بنيران الانفجار العظيم• سيرد العراق التحية برفع معدل جنود المحتل المصابين بالذهان وسيمدد قائمة الذين تلحقهم لعنة بغداد لأن الدم المسفوك بالباطل لا ينام كما قال صلاح الدين الأيوبي• وسيرد الشعب الفلسطيني التحية قائلا: لا سلام عليك لأنك لا تختلف عن الذي سبقك إلا في لون البشرة، وتتقاسم مع إيهود باراك في أجرومية الحروف خمسة وتقاسمه في أجرومية السياسة كل الحروف•