احتفلت مدينة رام الله بإعلان الفائز في مسابقة تصميم ميدان يحمل اسم الشاعر الفلسطيني محمود درويش، وقالت إنها ستضعه في أجمل مواقع المدينة• وقال درويش في كلمة ألقاها في الاحتفال "أتعهد مجددا بأن أظل وفيا لمسألتين، لوظيفتي الوطنية وأن أبقى وفيا بالمقدار نفسه لوظيفتي الفنية أرجو أن تتفهموا حرجي وخجلي وما أشعر به من فرح داخلي وحياء"• واختارت اللجنة المشرفة على المسابقة تصميم المهندسين خليل عرفة وإبراهيم يونان، ويضم التصميم ألواحا زجاجية متعددة الارتفاعات وسط بركة من الماء فيها شلال تحيط به أشجار السنديان وجداريات من قصيدة درويش "سقط الحصان عن القصيدة"• وشكر درويش بلدية رام الله على المبادرة إلى تكريمه ووصفه بأنه تكريم غير عادي "لأن الأحياء لا يكرمون عادة"، وقال "هذه سابقة لا أعرف كيف أستقبلها ومكاني ليس هنا، ليس من الضروري أن أكون في هذا الحفل لأن الموتى لا يحضرون حفل تأبينهم وما استمعت إليه اليوم هو أفضل تأبين أود أن (أسمعه) فيما بعد"• وقال ردا على سؤال حول قصيدته الأخيرة التي نشرت في الذكرى السنوية الستين للنكبة "على محطة قطار سقط عن الخريطة"، إن القصيدة تتحدث عن قطار كان يربط العالم العربي عبر فلسطين لكن ما حدث في النكبة ألغى هذا القطار، وبالتالي مزق الاتصال بين العالم العربي ومزق قلب العالم العربي الذي هو فلسطين• وتقول القصيدة أيضا: وقفت في الستين من جرحي وقفت على المحطة لا لأنتظر القطار ولا هتاف العائدين من الجنوب إلى السنابل بل لأحفظ ساحل الزيتون والليمون في تاريخ خارطتي• أهذا كل هذا للغياب وما تبقى من فتات الغيب لي هل مر بي شبحي ولوّح من بعيد واختفى وسألتُهُ هل كلما ابتسم الغريبُ لنا وَحَيَّانا ذبحنا للغريب غزالةً•