ها قد هدأت الزوبعة التي أثارتها المجاهدة الكبيرة جميلة بوحيرد منذ أيام، بعدما اشتكت أمرها إلى الشعب الجزائري، واتهمت الدولة بالتقصير في حقها كمجاهدة، وبأنها لم تتكفل بعلاجها في الخارج••• لكن ترددات الزوبعة ما زالت تتوسع، خاصة بالبلدان العربية البعيدة عن الواقع الجزائري• فبقدر ما تأثر إخواننا العرب مشكورين، بحالة جميلة التي اتخذوها هم أيضا رمزا للمرأة العربية لافتقارهم لرموز نسائية، بقدر ما تأثر الرأي العام الوطني عكسيا، وأدى نداء جميلة إلى استياء شرائح من المواطنين، منهم من يعرف أن المجاهدة الكبيرة لم تكن في حاجة إلى دعم مادي ولا أن تشحذ أموالا تساعدها على العلاج، فقد كانت دائما ميسورة الحال تعيش حياة محترمة حتى لا أقول حياة ناعمة، لأن الجزائر لم تهمل مجاهديها ورموزها، ولم تهمل السيدة الكبيرة جميلة على الخصوص التي يحترمها الجميع لأنها رفضت أن ''تتوسخ'' بأوساخ المشاركة في الحكم، وفضلت الابتعاد عن الأضواء، لأسباب قد يكشف المستقبل أنها على علاقة بزوجها السابق المحامي ذي الشهرة العالمية جاك فرجاس، الذي تتحدث بعض الشخصيات الوطنية في مجالها الخاصة عن دور سلبي قام به إبان الثورة التحريرية، وأنه كان يقوم بدور مزدوج، دور مع الثورة التحريرية، ودور آخر مع الاستخبارات الفرنسية، قبل أن يكتشف أمره ويرحل من الجزائر، تاركا للمجاهدة الكبيرة ثقل المهمة الصعبة لتسييرها، ففضلت الصمت، طوال هذه المدة، لكنها عادت مؤخرا إلى الواجهة، لكن بهذه القضية التي تركت انطباعا سلبيا لدى الكثير من المواطنين••• آخر الأخبار تقول إن جميلة تكون قد سافرت أمس إلى فرنسا من أجل العلاج على نفقة الدولة وبأمر من رئيس الجمهورية الذي أصر شخصيا على التكفل بقضية علاجها وكل ما هي في حاجة إليه من مصاريف• فهل كانت جميلة في حاجة إلى كل هذه الضجة لتحقق مطالب كان بإمكانها أن تحققه بطريقة سلسلة ودون التشهير، ولا الإضرار بأي طرف؟ ودون أن تعرض اسمها ولا تاريخها لاستغلاله استغلالا سياسيا بشعا في الداخل والخارج•