المجاهدة إغيل أحريز المجاهد وأول نقيب للمحامين عمار بن تومي:"أوافق جميلة 100 بالمائة" تباينت مواقف الشخصيات الثورية حول قضية المجاهدة جميلة بوحيرد التي دعت الجزائريين إلى مساعدتها من أجل العلاج، بين مؤيد ومتحّفظ، فيما فضّل الكثير من رفقائها في السلاح عدم التعليق، على غرار كل من وزير المجاهدين محمد الشريف عباس، وأمين عام المنظمة الوطنية للمجاهدين، السعيد عبادو. * ويعتبر المجاهد وأول نقيب للمحامين الجزائريين بعد الاستقلال، عمار بن تومي، واحدا من الشخصيات التي بصمت بالعشرة على ما أقدمت عليه بوحيرد، التي حكم عليها الجيش الفرنسي بالإعدام في 1957، وقال "أنا موافق 200 بالمائة على ما قامت به جميلة، لأنه من غير المعقول أن تبقى من دون علاج وهي التي ضحّت من أجل هذا البلد". * وذكر بن تومي في تصريح على هامش الندوة التكريمية للمجاهد الراحل، بشير بومعزة "قيل إنهم عرضوا عليها مناصب ورفضت، لكن كان عليهم أن يتكفلوا بعلاجها كما تكفلوا بعلاج غيرها"، وأضاف "لقد تقدمت بطلبات من أجل التكفل بها، لكنها لم تجد إجابات". * ورفض بن تومي الطرح القائل بأن مسؤولي الدولة لم يسمعوا بقضية مرضها وحاجتها للعلاج بالخارج، وقال"لم ألتق بجميلة بوحيرد منذ مدة، لكنني أتساءل: هل يعقل أن أمراء خليجيين سمعوا بمرضها وعرضوا عليها العلاج على حسابهم في الخارج، في حين هناك من يتحدث هنا عن عدم علم السلطات بوضعيتها." * وتابع "لست من الذين يؤمنون ويقولون بأن القضية تحركها أغراض سياسية، لأن المرأة مستقبلها صار خلفها"، مشيرا بالمناسبة إلى أن " هناك مجاهدين آخرين لم تتكفل الدولة بعلاجهم رغم حاجتهم إلى ذلك"، لافتا إلى أنه هو بدوره يعالج على حسابه، ما دام يملك إمكانيات للعلاج، يوفرها له ابنه المقيم بفرنسا. * وعلى عكس بن تومي، أبدت المجاهدة لويزات إغيل أحريز، بعض التحفظ على ما قامت به جميلة بوحيرد، قائلة إنها "لم تفهم شيئا في خرجة بوحيرد"، التي جاءت في وقت تعيش فيه الجزائر على وقع أفراح تأهل الفريق الوطني لكرة القدم إلى نهائيات كأس العالم. * وعبّرت المتحدثة عن استغرابها من رسالتي المجاهدة بوحيرد، خاصة وأنها شاهدتها، كما تقول، في ذكرى أول نوفمبر تتجوّل مع رئيس الجمهورية، الأمر الذي دفعها إلى التوّجس من أن تكون بوحيرد قد راحت ضحية تضليل من أطراف لم تسمها، غير أنها تمنت أن يكون ما توقعته غير صحيح.. وتابعت"لم أجد تفسيرا لما حدث ". * وذكرت إغيل أحريز أنها كانت كلما تلتقي بوحيرد تسألها عن وضعها فتجيبها أنها بخير، وأضافت "بعد نشر رسالتيها ذهبت إليها وقلت لها، إن كنت بحاجة إلى شيء فأنا مستعدة لأتقاسم معك منحتي، لكنها ردت قائلة بأنها ليست بحاجة." * وعرضت المجاهدة أحريز حالة مشابهة وقعت لها، مشيرة إلى أنها مرضت ذات مرة، فتقدمت من رجال أعمال "وتكفلوا بعلاجي"، وذكرت منهم يسعد ربراب، وعمر رمضان والمقاول حداد.