استأنف عمال مؤسسة السيارات الصناعية بالمنطقة الصناعية الروبية، أمس، حركتهم الاحتجاجية التي انطلقت الأحد الماضي، حيث قاموا بغلق الطريق الوطني رقم 5 وحاولوا التوجه رفقة عمال باقي الوحدات الصناعية إلى وسط مدينة الروبية في مسيرة سلمية تنديدا بموقف الأمين العام لاتحاد العمال الجزائريين، وبما تمخضت عنه الثلاثية من ''قرارات مجحفة''· قال ممثل نقابة مؤسسة سوناكوم، زطوطو مصطفى، إن بيان الأمين العام لاتحاد العمال الجزائريين، عبد المجيد سيدي السعيد، زاد من تأجيج حدة الحركة الاحتجاجية وسط عمال مؤسسة سوناكوم وبقية الوحدات الصناعية بالرويبة، حيث لم يتضمن البيان أية إشارة إلى المطالب التي رفعها عمال المنطقة الصناعية في مسيرات سلمية طيلة أسبوع، ولا عن تاريخ الشروع في الاتفاقيات الجماعية للفروع النقابية، وأضاف المتحدث، في اتصال ب''الفجر''، أن سيدي السعيد أراد أن يغالط الرأي العام الوطني، بأنه كان وراء إنقاذ وحدة صناعة السيارات الصناعية عن طريق تخصيص أظرفة مالية معتبرة لإنقاذ مصير العمال من التسريح التلقائي، والواقع أن ما استفادت منه الوحدة لم يكن بتدخل من سيدي السعيد وإنما بفضل برنامج الإنعاش الاقتصادي الذي استفادت منه جل الوحدات الصناعية عبر الوطن وأضافت النقابية سامية بوجناح أن عمال الشركة يرفضون التنازل عن حقوقهم المهنية مثلما يرفضون التنازل عن الحركة الاحتجاجية كخيار مشرّع لهم في الدستور الجزائري، مشيرة إلى أنهم سيمضون قدما ولن يتراجعوا قيد أنملة عن خيارهم، إلا إذا نزلت الجهات الوصية عند المطالب المرفوعة، معرجة في هذا الشق على البيان الأخير الذي أصدرته المركزية النقابية والذي - حسبها - لم ينجح في تهدئة غضب الجبهة الاجتماعية، وإنما أججها وزادها قوة وإرادة لمواصلة الحركة الاحتجاجية، لأن البيان لم يحدد تاريخ المفاوضات التي يدعو إليها، كما أنه تحدث عن المجهودات والمساعي التي قدمت للشركة مع أن الشركة شركة الدولة وليست شركة العمال· ووصفت ذات المتحدثة الظروف المهنية لعمال شركة سوناكوم بالصعبة والقاسية، وقالت إن العامل ملزم بأن يكون قوي الجسد والبنية حتى يستطيع حمل قطع غيار السيارات التي قد يصل وزن القطعة الواحدة منها 150 كيلوغرام، وأن العامل لديه نظارات وخوذة واقية إلا أنه لا محالة يتعرض لأمراض بسبب مواد صناعة الزجاج كمادة البوليستار، متسائلة في هذا الصدد هل يستطيع عامل يصل سنه 60 سنة أن يحمل قطع غيار من هذا الوزن الثقيل، وهل يمكنه العمل وهو يتقاضى أجرا لا يصل إلى 20 ألف دينار؟ وقالت بوجناح إن من العمال ''من يتقاسمون وجبة الغداء لأن أجورهم زهيدة لا تكفي لأن تغطي حاجياتهم وحاجيات أسرهم''، لتستطرد بالقول ''نحن نعيش معهم في الميدان وندرك تمام الإدراك المشاكل التي يتخبط فيها العامل''· وتساءلت المتحدثة باسم العمال ''لماذا أرسل لنا سيدي السعيد ممثليه، ولم يكلف نفسه المجيء؟ لماذا وقع على اتفاق الثلاثية المتعلق بالتقاعد مع أنه يعلم الظروف المهنية الصعبة للعمال، وهو من يعرف كيف يشتغل هؤلاء العمال''· على صعيد متصل، أصدرت لجنة مساندة العمال الجزائريين المنضوية تحت لواء النقابة الوطنية المستقلة لمستخدمي الإدارة العمومية بيانا تلقت ''الفجر'' نسخة منه، نددت من خلاله بمحاولة نقابة سيدي السعيد تمرير قرارات الثلاثية على القطاع الاقتصادي دون أن يأخذ بعين الاعتبار الظروف الاجتماعية والمهنية للعمال، ونددت اللجنة بتهميش السلطة للنقابات المستقلة في اجتماع الثلاثية وتفضيلها تمرير القرارات دون إشراك الممثلين الحقيقيين للعمال، ودعت اللجنة الوطنية لمساندة العمال الجزائريين الحكومة إلى إجراء مفاوضات اجتماعية جادة وواقعية، تشمل عدة أطراف نقابية بهدف المحافظة على الاستقرار الاجتماعي· جدير بالذكر أن ما ميز المسيرة السلمية التي شنها المحتجون باتجاه وسط مدينة الرويبة، تكثيف قوات مكافحة الشغب من نقاط تواجدها وإحضارها لعدد هائل من الشاحنات المستعملة في تفريق المتظاهرين· رابطة حقوق الإنسان تندد بقمع احتجاج عمال سوناكوم نددت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، بقمع احتجاج عمال سوناكوم، داعية الحكومة إلى انتهاج سياسة الحوار أمام المطالب والاحتجاجات الاجتماعية· وطالبت الرابطة، في بيان لها أمس، بضرورة الاقتراب من الانشغالات الحقيقية للعمال والمواطنين في كافة أرجاء الوطن، على أن السلطات المعنية لا تستجيب لانشغالات المواطنين إلا تحت ضغط الشارع والاحتجاجات· وأورد بيان الرابطة أن ''قمع الحكومة لمسيرة عمال سوناكوم، يهدف إلى قمع كل الحركات العمالية الاجتماعية الأخرى''، فيما أكدت أن ''استقدام قوات مكافحة الشغب ضد العمال، الذين احتجوا سلميا، يمثل تهديدا مباشرا للحركات الاحتجاجية ككل''·