أقصي المنتخب الوطني عشية أمس في مباراة نصف النهائي ضد نظيره المصري، بملعب أومباكا ببنغيلا، بسيناريو غير متوقع تماما، إثر انهزامه برباعية، في مباراة غريبة غرابة أطوار الحكم البنيني كوفي كودجيا الذي طرد ثلاثة عناصر من الجانب الجزائري في شوط أول كان متكافئا، غابت عنه الفرص السانحة من كلا الجانبين، لأنهما دخلا بخوف وحذر شديدين، ومع ذلك فإن المبادرة كانت جزائرية في بادئ الأمر، بالكرة الثابتة لمغني من بعد 40 متر، كادت أن تباغت الحارس المصري الحضري، وفي المقابل عمد أبناء المدرب شحاتة إلى إرباك دفاع الخضر، بفضل الضغط على الجهة اليسرى، حيث كان يتواجد الظهير الأيسر نذير بلحاج، قبل أن يأتي رد بوفرة في الدقيقة 11 بقذفة من بعيد مرت بقرب الإطار الأيمن للحضري، ليفوّت مطمور مرة أخرى كرة ذهبية جاءته من بلحاج، قبل عودة الفراعنة في الدقيقة ال,25 ليهددوا مرمى المنتخب الوطني بقذفة قوية من عماد متعب، اصطدمت ببراعة شاوشي، الذي أنقذ الخضر من هدف محقق، ومع ذلك تواصل ضغط رفقاء أحمد حسن، الذين استفادوا من ضربة جزاء احتسبها الحكم كوفي كودجيا في الدقيقة ال,37 بعد عرقلة المهاجم متعب من طرف حليش داخل منطقة ال,18 كلفت الأخير الطرد بعد تلقيه للإنذار الثاني، لينجح وسط الميدان المصري حسني عبد ربه في تسجيلها ومنح التقدم لمنتخب بلاده في الدقيقة ال.39 أما في المرحلة الثانية فكان للتفوق العددي للجانب المصري أثره السلبي على المنتخب الجزائري، ليكون الضغط من جانب المصريين رغم بعض المحاولات من مطمور، ويبدا الذي نفذ مخالفة، حوّلها بأعجوبة الحارس الحضري إلى الركنية في الدقيقة ال,61 ثم جاء رد فعل المصريين في الدقيقة ال,63 حيث ضيّع سيد معوض فرصة سانحة، قبل أن يضاعف زيدان النتيجة، بعد مراوغته لبلحاج ثم التسديد نحو المرمى، و بعد دقيقتين طرد الحكم نذير بلحاج، ليكمل الخضر اللعب بتسعة لاعبين، و هو ما سمح للفراعنة بتسجيل الهدف الثالث في الدقيقة ال,80 عن طريق البديل محمد عبد الشافي، قبل أن يطرد الحكم البنيني الحارس شاوشي، بمنحه الإنذار الثاني، بعد عرقلته للبديل جدو، قبل أن يضيف الأخير الهدف الرابع لصالح مصر في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع· أصداء سبق ثنائي المنتخب الوطني مجيد بوفرة وكريم مطمور باقي زملائهم من المنتخب الوطني في دخول أرضية ميدان أومباكا، ساعة وعشرين دقيقة قبل بداية اللقاء، وما زاد من سعادة الخضر هو وجود مئات المناصرين الجزائريين في المدرجات، والذين أبوا إلا أن يلحقوا بهم في أنغولا ليشجعوهم في هذه المباراة· فاق عدد أنصار الخضر عدد مناصري المنتخب المصري، حيث كانت يتراوح عدد جماهير الفراعنة بين 140 و150 مناصر، على عكس توافد قرابة الألف مناصر جزائري، قدموا من الجزائر على متن أربع طائرات، وهو ما يفسر أن السلطات المصرية لم تخصص سوى طائرة وحيدة لنقل أنصارها إلى بانغيلا· جرت مواجهة المنتخب الوطني ونظيره المصري في ظروف مناخية جيدة، حيث كانت درجة الحرارة معتدلة والرطوبة منخفضة نوعا ما، إلى جانب هبوب رياح خفيفة، وهي ظروف مثالية لم يشهدها الخضر منذ تواجدهم بأنغولا· إلى غاية الساعة الخامسة مساء كانت مدرجات ملعب أومباكا بمقاطعة بانغيلا شاغرة من الجمهور، سواء من أنصار المنتخب الوطني أو المصري، في الوقت الذي كانت قد حطت فيه طائرتان للخطوط الجوية الجزائرية، في الساعة الواحدة والنصف زوالا بمطار ببانغيلا وعلى متنها خمسمائة مناصر جزائري· منح متعامل الهاتف النقال موبليس إمكانية الاتصال ''رومينغ'' للأنصار الجزائريين المتواجدين ببانغيلا الأنغولية، لمؤازرة المنتخب الوطني، قصد تسهيل عملية الاتصال بأهاليهم، انطلاقا من شبكته إلى جميع الشبكات الأخرى، وليست المرة الأولى التي يقوم بها المتعامل العمومي بالمبادرة، حيث ساهم سابقا في نقل الأنصار إلى القاهرة لمساندة الخضر في لقاء 14 نوفمبر الماضي· منعت الصحافة، سواء الوطنية أو الدولية، من محاورة المناصرين الجزائريين، الذين حلوا أمس بمطار بانغيلا، على متن أول طائرة تابعة للجوية الجزائرية، حيث حرصت الشرطة الأنغولية على وضع إطار بشري، لنقل الأنصار مباشرة من المطار إلى ملعب أومباكا·