أجمع التقنيون الذين تحدثت إليهم ”الفجر” على أن المنتخب الوطني لكرة القدم أدى ما عليه خلال كأس أمم إفريقيا لكنهم لم يغفلوا بأن هناك العديد من النقائص يجب تداركها قبل المونديال حتى تكون المشاركة مشرفة. أكد مدرب منتخب المحليين، عبد الحق بن شيخة، نجاح مشوار المنتخب الوطني في نهائيات أمم إفريقيا، التي انتهت أحداثها أمس بأنغولا، مثنيا على المستوى الجيد الذي أبانه أبناء المدرب الوطني رابح سعدان في أهم مباريات الكان. كما كشف بأن أهداف الخضر في هذه البطولة فاقت التوقعات، بعد أن كانت مقتصرة على بلوغ الدور الثاني من الدورة. كما أوضح بن شيخة بأن تواجد اللاعبين مع بعضهم لمدة فاقت الشهر عاد بالإيجاب على هذا المنتخب، فالروح الجماعية التي سادت بيت الأفناك رمز من رموز تطور الكرة الجزائرية، بناء على ما كانت عليه سالفا.ومثلما كانت هناك إيجابيات، فالسلبيات كانت لها آثارها على أداء التشكيلة الوطنية، واعتبر أن افتقاد الفعالية في الهجوم كان أبرزها، فالخضر كانوا بحاجة إلى قناص حقيقي لديه حس التهديف. بالمقابل أثنى بن شيخة على قوة مهاجم نادي سيينا غزال في اللعب بدون كرة، وتميزه بالعامل البدني. وقال المدرب السابق للنادي الإفريقي التونسي: ”إذا قلنا نحن بحاجة إلى قناص، فلا نعني الإساءة لقيمة غزال، فنحن أيضا على دراية تامة بقوة هذا اللاعب، التي أفادت كثيرا، بالرغم من عدم تمكنه من الوصول إلى الشباك”. كما اعتبر محدثنا أن الطاقم الفني مضطر لإيجاد حلول على مستوى الأجنحة أيضا، لأنه لا يصح إلقاء اللوم كله على قلب الهجوم، إن لم تصله كرات سانحة داخل منطقة دفاع المنافس، وبالتالي فإن الضعف الكائن على مستوى الجناحين الأيمن والأيسر، يحتاج إلى دراسة معمقة قبل المونديال. وفي ذات الصدد كشف الدولي السابق أن سعدان قادر على تدارك الوضع وإيجاد الحلول في المدة الفاصلة على كأس العالم. في نفس الوقت كان رأي بن شيخة حول أداء المحليين إيجابيا، حيث كشف بأن دخول اللاعبين المحليين في لقاء واحد ليس معيارا للحكم على قدراتهم الفردية، في وقت يجب على الطاقم الفني وضع مقاييس جديدة، بقراءة للكان، قبل إعلان التشكيلة التي ستتنقل إلى بلاد البافانا بافانا يوم الخامس جوان القادم. وأوضح محدثنا: ”المنتخب الوطني فيه 23 لاعبا، وكل لاعب سواء محترف أو محلي لديه القدرة على المشاركة كأساسي”. مضيفا بأنه حتى في البطولة الوطنية يوجد لاعبون لديهم القدرة على حمل الألوان الوطنية. محمد. م
فؤاد بوعلي مدرب وداد تلمسان ”قوة المنتخب الوطني من قوة محترفيه وسعدان مضطر لإجراء تعديلات على التشكيلة
أكد مدرب وداد تلمسان، فؤاد بوعلي، أن قوة المنتخب الوطني تكمن في قوة المحترفين، ونجاحه في دورة أمم إفريقيا يعود إلى الوزن الكبير للاعب المحترف، الذي أبان عن إمكانيات كبيرة، ساهمت في تطور المنتخب الوطني بصفة سريعة وغير متوقعة، وهنا لا يعني بأن بوعلي أساء الظن باللاعب المحلي، لكنه قال في تصريحه للفجر ”سياسة التكوين في أوروبا هي سبب نجاح اللاعب المحترف الجزائري، وهذا ما لا نملكه في بلادنا”، وقال محدثنا إن غياب التكوين على مستوى الأندية أحد مؤشرات الفرق السائد على مستوى التشكيلة الوطنية بين اللاعبين المحليين واللاعبين المحترفين. وأرجع محدثنا أسباب هذا الفرق إلى غياب الإمكانيات، واقتصارها على فئة الأكابر، وهو ما يجب على المسؤولين دراسته جليا، إذا ما أرادوا إنعاش الكرة المحلية. وفي سياق آخر كان رأي بوعلي من آراء عديد الفنيين حيث اعتبر أن افتقاد الخضر للمسة الأخيرة في الهجوم في نهائيات كأس أمم إفريقيا في أنغولا كان أبرز المشاكل التي صادفها الطاقم الفني، وهو ما يستلزم الوقوف عنده قبل الشروع في التحضير للمونديال. من جهة أخرى كان لبوعلي رأي آخر، أعاب فيه على التحكيم الإفريقي، وحادثة مباراة مصر والجزائر، وما قام به الحكم البنيني كوفي كودجيا عندما انحاز لجهة المصريين في سيناريو أذهل المتتبعين، حيث اعتبر أنه في الجزائر توجد نفس المشاكل، والتي يجب على مسؤولينا محاربتها، قائلا ”إن التحكيم الجزائري أيضا يرتكب أخطاء جسيمة، عادة ما تكون ضحيتها الفرق المتواضعة”. التحكم في الأعصاب يبقى النقطة السوداء عند اللاعب المحلي وفي النهاية تعرض بوعلي إلى نقطة مهمة، أثرت على وجه المنتخب الوطني في الكان، وهي التحكم في الأعصاب، حيث لاحظنا اختلاف ردود الفعل عند لاعبينا، خلال مباراة مصر، حيث بدا واضحا للعيان التأثر والنرفزة السريعة للاعب المحلي، على عكس رزانة المحترف، وكان الاحتجاج المفرط للحارس شاوشي على حكم اللقاء أفضل مثال على نرفزة لاعبينا المحليين، وهنا أوضح محدثنا أن السبب يعود إلى ما يحمله جو المنافسة عندنا، وما ألفته العناصر المحلية في مختلف الميادين الوطنية، وقال في الصدد ”عندنا في الجزائر، إذا ضيع المهاجم فرصة سانحة، فإنه يتعرض لوابل من السب والشتم، أما في حالة اعتدائه على الحكم أو لاعب منافس فإنه سيخرج تحت تصفيقات الأنصار، وهنا تكمن المعادلة الصعبة، التي لم نجد لها حلا إلى غاية الساعة”. محمد. م
يونس إفتيسان ”بلغنا الأهداف المسطرة والمستوى سيكون عاليا في المونديال”
قال المدرب السابق لوداد بن طلحة، يونس إفتيسان، ل”الفجر”، إن المنتخب الوطني كان في الموعد ولم يخيّب جمهوره ومتتبعيه طيلة فترة مشاركته في كأس أمم إفريقيا بأنغولا، حيث أنهى المنافسة في المركز الرابع إفريقيا وهي مرتبة مشرفة جدا لمنتخب حديث النشأة، وأضاف ”لقد تابعتم مشوار الخضر في الكان والذي كان إيجابيا على طول الخط بالنظر إلى المردود والمستوى العالي الذي قدمه أشبال المدرب الوطني رابح سعدان في مبارياتهم الماضية باستثناء لقائهم أمام المنتخب المصري والذي أثر فيه الحكم كثيرا بقراراته، ولولا ذلك لكان بمقدور الخضر المرور إلى المباراة النهائية بصفة عادية. لقد كانت كأس أمم إفريقيا هذه بمثابة الاختبار الحقيقي للاعبينا ليظهروا معدنهم ويفرضوا أنفسهم بالرغم من أن العديد منهم كانت هذه المناسبة أول مشاركة له في الكان الإفريقي”، وأكد المدرب إفتيسان أن أداء المنتخب الوطن تغير كثيرا عما كان عليه في السابق، وهذا بعدما درس الطاقم الفني للخضر، وعلى رأسه المدرب رابح سعدان، كل النقاط الموجودة لتحضير اللاعبين كما يجب، ”أنا شخصيا ساندت المدرب رابح سعدان عندما قال إن منافسة كأس أمم إفريقيا ستكون بمثابة الفرصة التي ستمكنه من أخذ نظرة شاملة وكاملة على الفريق قبل الشروع في التحضير للمونديال القادم بجنوب إفريقيا. نحن الآن من بين أفضل المنتخبات في القارة السمراء بعدما أنهينا المنافسة الإفريقية في المرتبة الرابعة، وهو نفسه سيكون حافزا إضافيا للاعبينا في المستقبل وإنجازا جيدا للكرة الجزائرية”. وأشار إفتيسان في سياق حديثه إلى أن المنتخبات التي ستشارك في كأس العالم ليست بنفس مستوى الكان باعتبار أن أفضلها هو من سيشارك فيه ”على منتخبنا أن يحضر نفسه من كل النواحي ليكون في الموعد لدى انطلاق منافسة كأس العالم المقبلة، فهناك سيكون المستوى عاليا للغاية باعتبار أن أفضل المنتخبات تأهلت وهو ما يعني أن المنافسة ستكون شرسة فيما بينها من أجل التألق والبروز لأهمية هذا الحدث الكروي العالمي. منتخبنا الوطني اكتسب عدة أشياء في كأس أمم إفريقيا الأخيرة، حيث استعاد اللاعبون الثقة في أنفسهم واكتسبوا الخبرة التي ستساعدهم في مشوارهم القادم، كما أن الانسجام والتناسق ظهر جليا بين اللاعبين في العديد من المواجهات الخاصة بالخضر، وما يهم الآن هو أن يدرسوا جيدا خصومهم في الدور الأول من المونديال، المنتخب الإنجليزي والمنتخب السلوفيني ومنتخب الولاياتالمتحدةالأمريكية، وأتمنى أن نكون في الموعد. توفيق. و
المدرب الوطني السابق عبد الرحمن مهداوي: ”هذا المنتخب أعاد للجزائر هيبتها ويجب التحضير جيدا لنكون في الموعد خلال المونديال”
أكد المدرب الوطني السابق مهداوي ل”الفجر” أن المشوار الذي قدمه منتخبنا الوطني طيلة فترة منافسة كأس أمم إفريقيا الأخيرة كان أكثر من جيد، خاصة وأنهم شرفوا الألوان الوطنية كما يجب. وقال مهداوي: ”قدم منتخبنا الوطني مردودا طيبا ورائعا طيلة فترة مشاركته في منافسة كأس أمم إفريقيا التي تم إجراؤها بأنغولا مؤخرا، حيث نجح في تخطي أقوى المنتخبات التي تملك لاعبين معروفين في الأدوار الأولى وإلى غاية الدور نصف نهائي. وأنا شخصيا أرى بأن وصولهم إلى هذا المستوى هو أكثر من الهدف الذي تم التخطيط له من قبل”. كما أضاف مهداوي بأن الخضر شرفوا الكرة الجزائرية وأفرحوا الملايين من الجزائريين: ”ما قدمه لاعبونا ومنتخبنا في هذه المنافسة كان رائعا حيث ساهموا في صنع البسمة على وجوه الملايين من الجماهير الجزائرية التي لم تشهد مثل تلك الأفراح منذ مدة، لقد تمكن هذا المنتخب من أن يعيد للجزائر عزتها ورفع علمها عاليا”. وعن مشوارهم وما تمكنوا من اكتسابه في الكان الأخير في أنغولا أشار محدثنا إلى أن جل عناصر التشكيلة كانت قد شاركت لأول مرة بألوان المنتخب في أول منافسة لها على هذا المستوى، وهو ما منحها الخبرة ومعرفة ستفيدها في المنافسات المقبلة خاصة كأس العالم في جنوب إفريقيا الصيف القادم. وقال مهداوي: ”لقد مر الخضر بعدة أمور خلال منافسة كأس أمم إفريقيا الأخيرة، خاصة بعد تألقهم في التصفيات المزدوجة، حيث اصطدموا بهزيمة في المباراة الأولى بالمنتخب المالاوي والذي كان درسا مفيدا للاعبين، ما سمح لهم باستدراك ذلك مع المنتخب المالي، ثم التأهل إلى الدور ربع النهائي بعد التعادل مع البلد المنظم للدورة، ثم كان الأداء العالي والمستوى الحقيقي للخضر أمام نظيرهم الإيفواري الذي أخرجوه من الكان، ليقطعوا تأشيرة المرور إلى المربع الذهبي عن جدارة، غير أن ما حدث في مباراتهم مع المنتخب المصري منحهم عدة دروس عليهم أن يضعوها في الحسبان ليكونوا أقوى ويتألقوا كثيرا في المونديال القادم الذي يتطلب منهم التحضير من جميع النواحي البدنية والسيكولوجية والتكتيكية ليكونوا عند حسن ظن الجميع”.