أسفرت تصفيات دورة أمم إفريقيا للاعبين المحليين والتي سيحتضنها السودان مطلع العام المقبل بالإضافة إلى البلد المنظّم عن تأهل ثمانية منتخبات من بينها الجزائر وهي السنغال ومالي ممثلة عن المنطقة الغربية (ب)، غانا، النيجر وكوت ديفوار ممثلة للمنطقة الغربية (ج)، الكاميرون والكونغو الديمقراطية ممثلة للمنطقة الوسطى، الجزائر ممثلة عن المنطقة الشمالية... في انتظار تكشّف هوية المنتخبات الخمسة المتبقية بداية بالممثل الثاني للمنطقة الشمالية ما بين المغرب وتونس في قمة مغاربية ثانية تلعب مباراة الذهاب منهما يوم 25 ماي المقبل وممثلي المنطقة الشرقية والجنوبية الذين سيمرون على مرحلة ثانية من التصفيات قبل تحديد المنتخبات المتأهلة. لقاءات الذهاب ستلعب بتاريخ 22 ماي فيما ستلعب لقاءات الإياب يوم الخامس من جوان المقبل. كل المنتخبات الكبيرة حاضرة باستثناء نيجيريا وتولي كل الاتحادات الإفريقية لكرة القدم اهتماما خاصا بالوصول لنهائيات السودان والمشاركة في الطبعة الثانية من نهائيات اللاعبين المحليين، وهذا بعد النجاح الباهر الذي حققته الطبعة الأولى التي جرت أطوارها في كوت ديفوار قبل عام من الآن والتي سمحت باكتشاف العديد من المواهب الشابة التي دعمت مختلف المنتخبات الأولى للبلدان الثمانية المشاركة في الدورة الأولى، نجاح دورة كوت ديفوار دفع الكاف لرفع عدد المنتخبات المشاركة إلى 16 منتخبًا، وقد تجسد الاهتمام بهذه الدورة بالمشاركة الجماعية لكل منتخبات القارة في التصفيات (باستثناء المنتخب المصري لأنه تقريبا مثل المنتخب الليبي، منتخبه الأول هو نفسه المنتخب المحلي)، وقد أفرزت التصفيات لحد الآن صعود كل المنتخبات القوية وفي مقدمتها الجزائر مع تسجيل استثناء وحيد هو خروج منتخب نيجيريا التي سقط على يد منتخب النيجر، وتلوح مؤشرات كثيرة تؤكد أن دورة السودان ستعرف نجاحا منقطع النظير ومستوى راقيا قد يجعل المنافسة المستحدثة قبل عام فقط تنافس كأس إفريقيا للأمم. ------------------------------------ معيزة: “تأهلنا لدورة السودان برهان على أن المحليين لا يقلون شأنا عن المحترفين” “البطولة ليست ضعيفة واللاعب المحلي ليس متواضعا، نحتاج فقط ثقة المسؤولين والجمهور” هل كنت تتوقع أن يتم استقبالكم من طرف رئيس الاتحادية محمد روراوة مع عودتكم إلى الجزائر؟ كانت مفاجأة سارة بالنسبة لنا، حضور رئيس الاتحادية محمد روراوة ونائبه محمد مشرارة وأسعد جميع اللاعبين، وهو أكبر دليل على الاهتمام الذي صار يحظى به المنتخب المحلي واللاعب المحلي، هو استقبال في مستوى الحدث، وتحفيز معنوي كبير بالنسبة لنا من أجل مواصلة هذه النتائج الجيدة التي حققناها وهذه الصحوة التي تعرفها الكرة الجزائرية. بالعودة إلى المباراة، هل أنت راض عن ما قدمته وما قدمه المنتخب على العموم؟ راضٍ كل الرضا، اللاعبون لم يقصروا بالمجهود، المهمة لم تكن سهلة تماما، خاصة في ظل الضغوط الكبيرة التي كانت مفروضة علينا قبل المباراة لما كان الجميع يؤكد على أن هذه المباراة ستكون مباراة الفرصة الأخيرة ومباراة حياة أو موت بالنسبة للاعبين المحليين، وبأن أي أخفاق نسجله كان سيقضي علينا تماما. ورغم كل هذه الضغوط التي أثرت فينا ورغم قوة المنافس الذي واجهنا بمنتخبه الأول بعناصر ذات خبرة كبيرة، إلا أننا وفقنا في رفع التحدي وعدنا بالتأهل. ما الذي تتوقع أن يتغير بعد هذا التأهل بالنسبة للاعبين المحليين؟ أعتقد أن هذا التأهل الصعب قد أعاد الاعتبار للاعب المحلي، لقد برهنا أن المحليين لا يقلون شأنا عن المحترفين، المشكل فقط هو مشكلة ثقة يجب أن توضع فينا ويؤمن المسؤولون والجمهور بإمكاناتنا وقدرتنا على تشريف الألوان الوطنية. وأعتقد أيضا أن اللاعبين المحليين ماضون في ذلك بعد هذا التأهل لنهائيات السودان وبعد أن تمكنت كل الأندية الجزائرية من التأهل للدور ثمن النهائي في مختلف المنافسات الإفريقية. أتمنى الآن من الجميع التوقف عن إصدار أحكام مسبقة بضعف اللاعب المحلي ومستوى البطولة الوطنية، لأن الحقيقة غير ذلك، فاللاعب المحلي يملك المستوى والمهارات وبطولتنا مستواها مقبول جدا، بدليل ما فعلته أندية الوفاق، الشبيبة وبلوزداد في المنافسات القارية وتأهلنا لأول مرة لنهائيات المحليين. هل تحدثت مع سعدان، وهل لازلت تتطلع لأن يوجه لك الدعوة خلال الفترة المقبلة؟ أعتقد أن حضور سعدان كان قصد تقديم الدعم المعنوي للاعبين المحليين أكثر من أي شيء آخر، أنا شخصيا أعتقد أنه ليس بحاجة لمعاينتي أو معاينة العيفاوي، لموشية أو حتى مترف لو كان قد شارك معنا لأنه يعرفنا جيدا ويعرف إمكاناتنا، فلا تنسوا أنه كان مدربي في وفاق سطيف، أما بالنسبة لحظوظي في العودة للمنتخب فهي بيد سعدان، الأمل باقٍ وكل شيء ممكن. كأس إفريقيا للمحليين تبقى مع ذلك رهانا جيدا؟ أكيد، وسنسعى لتمثيل جيد للجزائر خلال هذه الدورة التي ستجري في السودان، هي منافسة مهمة وستحظى حتما باهتمام كبير، أمامنا الوقت الكافي للتحضير. وأعتقد أن برنامجا قد سطر لتحضير هذه الدورة مع برمجة تربصات ومباريات ودية تسمح لنا بتقديم دورة قوية في السودان، ومن جهتي أنا متفائل جدا لأننا فعلا نملك مجموعة جيدة وعناصر مميزة في المنتخب. ----------------------------------------------------- كأس إفريقيا في جانفي، كأس العرب في مارس وأفضل المحليين في تصفيات كأس أمم إفريقيا 2012 بات المنتخب الوطني المحلي كيانا قائما بذاته فلن تتوقف مسيرته عند المشاركة في نهائيات كأس أمم إفريقيا المقبلة في السودان شهر جانفي المقبل لأن الرهانات التي تنتظره مستقبلا ستكون كثيرة ومتعددة، خاصة أن “الفاف“ أبدت إصرارها على المضي قدما في سبيل جعل تشكيلة المدرب بن شيخة خزان المنتخب الأول خلال الفترة القادمة بداية من تصفيات أمم إفريقيا 2012، وسيكون عام 2011 عاما مفصليا بالنسبة للمحليين من خلال مشاركتهم في حدثين هامين الأول هو كأس إفريقيا للمحليين بالسودان مطلع العام المقبل والثاني الكأس العربية للأمم شهر فيفري أو مارس من السنة نفسها في العاصمة القطرية الدوحة، وهو الأمر الذي سيكون حافزا إضافيا بالنسبة للاعبين المحليين من أجل تحسين أدائهم وتطويره في سبيل الحصول على دعوة المدرب بن شيخة. دورة السودان فرصة للظفر بعقود احترافية في أوروبا وسيصبح المنتخب المحلي من الآن فصاعدا الهدف الأول لعشرات اللاعبين المميزين في الدوري المحلي والذين يهمهم كثيرا الانتماء لتشكيلة المدرب بن شيخة خلال الفترة المقبلة بالنظر للامتيازات التي سيحققونها، ليس بالضرورة مكاسب مالية لكنها مكاسب رياضية فدورة السودان المقبلة في جانفي من العام المقبل قد تكون معبرا حقيقيا للاعبين المحليين قصد طرق باب الاحتراف إذا تألقوا فيها كما كان الحال مع عديد اللاعبين الأفارقة الذين كانت النسخة الأولى التي جرت في كوت ديفوار فرصة كبيرة لهم للعبور إلى أوروبا مع الحضور القوي لمكتشفي المواهب ووكلاء الأندية واللاعبين لمتابعة الدورة. الإتحاد العربي يبعث كأس العرب للأمم من قطر والمحليون معنيون بها أيضا وقرّر الإتحاد العربي لكرة القدم حسب ما أفادنا به المدرب عبد الحق بن شيخة نقلا عن رئيس “الفاف“ محمد روراوة إعادة بعث منافسة كأس العرب للأمم بداية من العام المقبل وهي المنافسة التي تم توقيفها على غرار دوري أبطال العرب بسبب مشاكل مالية والتي ستعود بدورها بعد أن قررت قناة “الجزيرة الرياضية“ رعايتها –حسب المصدر ذاته-، وهي المنافسة التي تعود آخر مشاركة للجزائر فيها إلى نهاية التسعينات وكان بن شيخة هو نفسه الذي أشرف على رفقاء عرفات مزوار في تلك الدورة التي جرت في الدوحة القطرية، كأس العرب للأمم المقبلة ستدور في العاصمة القطرية الدوحة والمنتخب المحلي هو المعني بالمشاركة فيها وستكون فرصة هامة لهؤلاء لإثبات تميزهم ورهان كبير للبعض منهم من أجل الحصول على عقود احترافية في بلدان الخليج التي صارت تهتم أكثر من أي وقت مضى باللاعب الجزائري منذ تأهله للمونديال وتألق الجزائريين زياية وسعيود في الدوري السعودي والكويتي على التوالي. أبواب المنتخب الأول ستفتح للمحليين خلال تصفيات كأس إفريقيا 2012 ويبقى المنتخب الأول هدفا بعيدا المنال بالنسبة لأغلب عناصر المدرب بن شيخة بعد مردودهم المتوسط على العموم في مباراة ليبيا الأخيرة وعدم رضا المدرب الوطني عن مردود العناصر التي استهدفها بمعاينته، لكن الأبواب على حسب ما لمح إليه رئيس الاتحادية الجزائرية محمد روراوة ستفتح على مصراعيها بالنسبة لهم خلال المرحلة الموالية مع تصفيات كأس أمم إفريقيا، مع منح الفرصة بالدرجة الأولى للعناصر الشابة والفرصة مواتية ل بن موسى، غزالي، جابو وحنيتسار لطرق باب المنتخب الأول خلال هذه التصفيات، الأكيد في كل هذا أن المنتخب المحلي بات يكتسي أهمية بالغة والانضمام إليه سيكون هدف العشرات من اللاعبين المحليين. -------------------------------------------- روراوة يخصّص استقبالاً رسميًا للاعبين المحليين ويثمّن صحوة الكرة الجزائرية خص المنتخب الوطني اللاعبين المحليين عند نزوله مطار هواري بومدين سهرة الأحد قادما من طرابلس الليبية باستقبال خاص من طرف رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم وبعض أعضاء المكتب الفدرالي الذين أرادوا من خلال ذلك التأكيد على تخصيص نفس المعاملة ما بين اللاعبين المحليين والمحترفين، وفي القاعة الشرفية لمطار هواري بومدين سلّم رئيس “الفاف” اللاعبين منح التأهل التي تراوحت ما بين 50 و25 مليون سنتيم مبرزا ارتياحه للصحوة التي تسجلها الكرة الجزائرية سواء على مستوى المنتخبات أو على مستوى النوادي. روراوة انتظرهم أمام مدخل الطائرة واستقبلهم في القاعة الشرفية.. وكان الشك يساور اللاعبين بخصوص نوعية الاستقبال الذي سيحظون به بعد عودتهم بتأشيرة التأهل لنهائيات السودان، وتساءل لاعب مثل تجار عما إذا كان مسؤولو الفاف سيحضرون لتهنئتهم بعد النتيجة التي حققوها، الخبر كان عند المدرب عبد الحق بن شيخة الذي كان تلقى اتصالا من الرئيس روراوة قبل رحلة العودة إلى الجزائر يعلمه من خلاله بأنه سيكون في استقباله ولاعبيه عند وصولهم أرضية مطار هواري بومدين، وفضّل بن شيخة الإبقاء على عامل المفاجأة للاعبيه. روراوة رفقة نائبه محمد مشرارة لم يتردد في النزول إلى أرضية المطار فور أن حطّت طائرة الخطوط الجوية التي نقلت المنتخب وسلّم على أفراد بعثة المنتخب واحدا واحدا قبل أن يتحوّل بهم إلى القاعة الشرفية لمطار هواري بومدين. .. انفرد بالعيفاوي وقام بتحية لموشية وعكس ما كان متوقّعا لم يتوجّه رئيس الفاف بأي كلمة خلال الاستقبال واكتفى بمصافحة اللاعبين، لكنه انفرد بالمدافع الدولي عبد القادر العيفاوي لفترة من الزمن وشمل الحديث بالدرجة الأولى ما أقدم عليه زماموش خلال مباراة الكأس الأخيرة لفريقه أمام شباب باتنة وذكّر بخطورة التصرف الذي بدر من حارس المولودية برغم التحذيرات التي كانت وجّهت له ولبقية عناصر المنتخب الأول، خاصة بعد الذي حدث مع شاوشي في نهائيات أمم إفريقيا الأخيرة. روراوة قام أيضا بتحية لموشية ومداعبته مما يؤكد مرة أخرى أن قضية عودة لاعب الوفاق للمنتخب الأول صارت مسألة وقت فقط. 50 مليون للمشاركين في المبارتين ومنحة خاصة للطاقم الفني وتسلّم لاعبو المنتخب المحلي مكافأة التأهل لنهائيات السودان 2011، حيث سلّم المدير الإداري للمنتخب صالح بوطاجين اللاعبين ظروفا تحمل صكوكا بقيمة المنح التي انقسمت الى فئتين، الأولى بخمسين مليون سنتيم وسلّمت للاعبين المشاركين في المبارتين الأولى في القليعة والثانية في طرابلس، فيما بلغ نصيب اللاعبين الذين اقتصرت مشاركتهم على مباراة العودة على غرار الهداف حنيتسار على النصف، وهي نفس القيمة التي ستسلّم لاحقا للمتغيبين عن مباراة 17 أفريل الماضي على غرار بوڤش، سليماني، شريف الوزاني ومسعود. وبالمقابل أجّل تسليم منح الطاقم الفني والطبي لموعد لاحق وسيتم ذلك على مستوى مقر الفاف بدالي براهيم في الوقت التي تحدثت فيه بعض المصادر عن منحة خاصة للمدرب بن شيخة نظير نجاحه في أول اختبار له مع المنتخب الوطني. بن شيخة : “حضور روراوة رغم مرضه دليل على اهتمامه بالمنتخب” وعبّر مدرب المنتخب المحلي في حديث قصير مع “الهدّاف“ أن حضور رئيس الفاف واحتفائه باللاعبين المحليين خير دليل على الاهتمام الخاص الذي يوليه للعناصر المحلية، وسيكون حافزا كبيرا لهم خلال الفترة المقبلة “أعلمني أنه سيكون حاضرا لاستقبالنا وفضّلت أن أتركها مفاجأة للاعبين، حضوره لاستقبالنا رغم أني أعرف أنه مريض دليل على الاهتمام الذي يوليه للاعب والمنتخب المحلي، وسيكون حافزا كبيرا لنا خلال الفترة المقبلة عشية المشاركة في نهائيات السودان” صرّح لنا بن شيخة الذي سيتحول باهتمامه مؤقتا للمنتخب الأولمبي الذي يستعد لتصفيات أولمبياد لندن 2012. روراوة: “التأهل دليل آخر على صحوة الكرة الجزائرية ووجود المحليين في المنتخب الأول هو أمنيتي الأولى” من جهته أشاد رئيس “الفاف“ في تصريح ل “الهداف“ بتأهل المنتخب المحلي الذي جاء أمام منتخب ليبي قوي يمثل في الحقيقة المنتخب الأول لهذا البلد، واعتبر روراوة الوصول لنهائيات دورة مهمة مثل نهائيات بطولة المحليين في السودان دليلا آخر على الصحوة التي تعرفها الكرة الجزائرية مع نتائج مختلف المنتخبات والأندية المشاركة في المنافسات القارية، وشدد رئيس “الفاف“ أن اللاعبين المحليين هم المستقبل وبأنهم يحظون باهتمام خاص “هناك بعض العناصر التي نتابعها باستمرار تحضيرا لدعوتها للمنتخب الأول مستقبلا وهذه أمنيتي الأولى” صرح رواروة من دون توضيح ماذا يقصد بالمستقبل القريب ولو أن أكثر الاحتمالات تصب في أن الأمر يتعلق بتصفيات كأس إفريقيا المقبلة.