وصل مشروع إنشاء القناة التلفزيونية المتختصة في الرياضة، إلى طريق مسدود، بعد التماطل الكبير الذي شهدته التحضيرات لهذه القناة التي من المفروض أن ينطلق بثها التجريبي، موازاة مع احتضان عاصمة جنوب إفريقيا جوهانسبورغ، لفعاليات مونديال كأس العالم 2010 على أن يكون تاريخ ال5 من جويلية القادم، التاريخ الفعلي لانطلاق هذه القناة، والذي سيصادف احتفال الجزائر بالذكرى المزدوجة لعيدي الاستقلال والشباب. وكانت التحضيرات للمشروع، خصوصا ما تعلّق بالتجهيز، قد وصلت إلى ما نسبته 30 بالمئة، بعد الاهتمام الكبير الذي أولاه كاتب الدولة المكلف بقطاع الاتصال، عز الدين ميهوبي، لهذا المشروع الذي تراهن عليه الدولة الجزائرية كثيراً، والذي جاء كضرورة ملحة لمواكبة الأحداث الرياضية الكبرى التي تحدث في العالم، خاصة بعد النهضة المحسوسة التي تشهدها مختلف الرياضات في الجزائر، والتي مكّنتها من أن تكون حديث وسائل الإعلام الأجنبية الثقيلة، لا سيما ما حققه منتخبنا الوطني لكرة القدم في نهائيات كأس أمم إفريقيا التي اختتمت منذ أيام فعالياتها بالعاصمة الأنغولية لواندا، وما ينتظرها في نهائيات جنوب إفريقيا منتصف السنة الجارية. وإن كانت الجهات المعنية ممثلة في وزارة الاتصال، قد سخّرت كل الإمكانات اللازمة للشروع في تحقيق هذا الحلم الذي أصبح خروجه إلى أرض الواقع ضرورة حتمية، فقد أكدت لنا بعض المصادر المطلعة على ملف إنشاء قناة ”الرياضية”، في مبنى الحكومة، أن هناك خللا إجرائيا يعترض طريق المشروع، لا سيما العراقيل الإدارية التي يتسبب فيها تنقل ملف المشروع من مكتب إلى آخر؛ حيث علمت ”الفجر” أن السبب الرئيس وراء تأخر المشروع هو عدم التنسيق بين إدارة المؤسسة الوطنية للتلفزيون مع الهيئة الرسمية المعنية بالمشروع ممثلة في وزارة الاتصال. وتضيف ذات المصادر أن مدير التلفزيون أصبح يراسل الوزير الأول في كل صغيرة وكبيرة دون العودة للوزارة المعنية، المكلفة بهذه القضية والقضايا المتعلقة بالمحطات التلفزيونية الجزائرية. هذه التجاوزات جعلت الوزير الأول يوجه رسالة شديدة اللهجة لمدير التلفزيون الجزائري، محذراً إيّاه من انعكاس هذه التجاوزات على السير الحسن لتجسيد المحطة الرياضية على أرض الواقع، مطالبا إيّاه بالتوجه مباشرة لوزارة الاتصال لكونها ممثلة الحكومة في قطاع الإعلام، حرصاً منه على أن تكون هذه القناة موجودة على الساحة الإعلامية في الأوقات التي حددتها الوزارة مسبقاً، خاصة وأن الوزير الأول يحرص كل الحرص على أن تخرج هذه القناة إلى النور في أقرب الآجال. لهذا، فقد اعتمد في رسالته التي وجهها لمدير التلفزيون، على أسلوب التحذير كي لا تؤثر هذه الخلافات التي بدأت تخرج للعيان، سلباً على مستقبل الإعلام في الجزائر، خاصة وأن الساحة الإعلامية الجزائرية تتطلع لميلاد قناة فضائية أخرى تضاف إلى سلسلة القنوات المتواجدة حالياً في الجزائر، وهي القناة الأمازيغة، قناة القرآن، كنال ألجيري، الجزائرية الثالثة، والقناة الأرضية. وكانت ”الفجر” في أعدادها السابقة، قد تطرقت بالتفصيل لمشروع ميلاد القناة الرياضية الجديدة، حيث تم تخصيص 3 استوديوهات، يجري حاليا تزويدها بالمعدات اللازمة للبث والإرسال بهذه الفضائية التي ينتظرها المشاهد الجزائري منذ سنوات عدة. ويتوقع أن يشرف كاتب الدولة المكلف بقطاع الاتصال عز الدين ميهوبي، على افتتاح الفضائية الرياضية الجزائرية، بعد الافتتاح الرسمي لنهائيات كأس العالم 2010، فيما لم يحدد بعد اسم المشرف على هذه المؤسسة بعد. غير أن بعض المصادر المطلعة على هذا المشروع أكدت ل”الفجر” أن منصب مدير القناة سيكون من نصيب الإعلامي ياسين بورويلة، الذي يشغل حالياً منصب رئيس تحرير القسم الرياضي بالتلفزيون الجزائري.