موازاة مع ارتفاع أسعار السكر في السوق الوطنية، فإن العديد من المواد التي تعتمد في صناعتها على السكر عرفت هي الأخرى ارتفاعا محسوسا كالعصائر والمشروبات الغازية. وحسب رئيس شركة ”فرويتال”، الممثل الحصري لعلامة ”كوكا كولا” في الجزائر، منصف سعيد عثماني، فقد ارتفع سعر عبوة مشروب ”كوكا كولا” بسعة لتر واحد بنحو خمسة دنانير وقارورة لترين بنحو عشرة دنانير. وأضاف نفس المسؤول في تصريح خص به ”الفجر” أن سعر قارورة ”كوكا كولا” البلاستيكية ذات لتر واحد أصبح ب 50 دينارا وقارورة بلاستيكية ذات لترين بسعر 110 دينار جزائري. وأرجع ذات المسؤول سبب ارتفاع سعر السكر إلى ارتفاع أسعاره في الأسواق العالمية، مؤكدا أنه من الطبيعي أن ترتفع أسعار المواد الغذائية التي يدخل في تركيبها كالمشروبات والحلويات ومختلف أشكال البسكويت. من جهته، أرجع الناطق الرسمي في الاتحاد العام للتجار الجزائريين، الحاج الطاهر بولنوار، في تصريح ل”الفجر” ارتفاع سعر السكر إلى ارتفاع أسعاره في الأسواق العالمية، وأضاف أن الحكومة لا تستطيع التحكم في أسعار المواد المستوردة وغير قادرة على دعم جميع المواد الاستهلاكية، خاصة السكر، الذي يعد مادة أساسية، بالإضافة إلى زيادة الطلب على مادة السكر في السوق الوطنية. وأكد نفس المسؤول أن سعر السكر لن ينخفض في الأشهر القادمة بسبب الفوضى السائدة في أسواق الجملة وعجز وزارة التجارة عن تحديد هوامش الربح بسبب التجار الفوضويين والموردين. وفي نفس السياق، أعرب بعض المواطنين الذين تقربت منهم ”الفجر” عن استيائهم من الارتفاع الرهيب الذي عرفته مختلف المواد الاستهلاكية والسكر بصفة خاصة. وأعربت إحدى السيدات صادفناها بسوق محمد بوقرفة بمحمد بلوزداد أنها امتنعت عن صنع الحلويات بالمنزل إلا عند الضرورة كالمناسبات واستقبال الضيوف بسبب الارتفاع الجنوني لمختلف المواد، كما أخبرنا صاحب محل لبيع المواد الغذائية أنه قرر الامتناع عن شراء المشروبات الغازية لتسويقها بالمحل عند اطلاعه على قائمة الأسعار، مشيرا إلى أن قارورة مشروبات من الحجم الصغير والتي يبيعها حاليا ب 40 دينارا وهو سعر مرتفع أصلا، أصبحت الآن ب 45 دينارا. وليس بعيدا عن هذا المحل، تقربنا من صاحب مقهى للاستفسار عن تأثر سعر الشاي والقهوة، فأخبرنا أن ربحه اليومي ضئيل جدا وذلك لارتفاع أسعار المواد الغذائية، بحيث ارتفع سعر صندوق المشروبات ب 24 قارورة بقيمة 50 دينارا، مشيرا إلى إمكانية رفع أسعار كوب القهوة والشاي بدينارين أو أكثر. وخلال خرجتنا الاستطلاعية، لاحظنا أن أسعار الحلويات لم ترتفع بعد، لأن أصحاب بعض المخابز لايزالون يعملون باحتياطي السكر ولم يقتنوا كميات أخرى بالسعر الجديد، إلا أن بعضهم أكدوا لنا أن سعر الحلويات والهلاليات سيرتفع في القريب العاجل بنحو 5 دنانير للقطعة الواحدة. وفي ظل ارتفاع الأسعار، يبقى المواطن البسيط يدفع فاتورة غياب دور الرقابة.