جاء رجل من بلاد الفرس برسالة من كسرى ملك الفرس إلى الخليفة عمر بن الخطاب، وحينما دخل المدينة سأل عن قصر الخليفة، فأخبروه بأنه ليس له قصر، فتعجب الرجل من ذلك، وذهب معه أحد المسلمين ليرشده إلى مكانه. وبينما هما يبحثان عنه في ضواحي المدينة، وجدا رجلاً نائماً تحت شجرة، فقال المسلم لرسول كسرى هذا هو أمير المؤمنين عمر بن الخطاب. فازداد تعجب الرجل من خليفة المسلمين الذي خضعت له ملوك الفرس والروم، ثم قال الرجل: حكمتَ فعدلتَ فأمنتَ فنمتَ يا عمر. روي أن ضيفاً نزل يوماً على الخليفة عمر بن عبد العزيز، وأثناء جلوسهما انطفأ المصباح، فقام الخليفة عمر بنفسه فأصلحه، فقال له الضيف: يا أمير المؤمنين، لِمَ لَمْ تأمرني بذلك، أو دعوت من يصلحه من الخدم، فقال الخليفة له: قمتُ وأنا عمر، ورجعتُ وأنا عمر، ما نقص مني شيء، وخير الناس عند الله من كان متواضعاً.