يعيش سكان قرية الروابع، التابعة لبلدية برج اخريص الواقعة أقصى جنوب البويرة، وضعية مزرية جراء غياب شبكة للمياه الصالحة للشرب وغاز المدينة، مما تسبب في تذمرهم واستيائهم خاصة وأن هذه المنطقة استفادت من مشاريع تنموية في إطار برنامج تنمية الهضاب العليا. فمن أهم انشغالات سكان هذه القرية التي يقطنها أكثر من 50 عائلة نجد غياب شبكة للمياه الصالحة للشرب، الأمر الذي اضطرهم إلى البحث عن قطرة ماء في أي مكان وبأي سعر مع قطع مسافات بعيدة، حيث وصل سعر الصهريج الواحد من المياه إلى ألف دينار جزائري، مما أثقل كاهلهم في ظل اتساع رقعة البطالة والفقر؛ علما بأن مقر البلدية تم ربطه مؤخرا بسد تلسديت وحتى القرى المجاورة لها، في حين لم يتم إلى حد الآن ربط قرية الروابع التي لا تبعد عن مقر البلدية إلا بمسافة قليلة لا تتجاوز 6 كلم. كما يشكو السكان من عدم ربطهم بشبكة غاز المدينة كبقية المناطق، حيث إنهم وجدوا أنفسهم مجبرين على البحث عن قارورة غاز البوتان في كل مكان، خاصة وأن المنطقة تعرف انخفاضا محسوسا في درجات الحرارة جراء تساقط الثلوج على مرتفعات الجبال التي تحدها غربا، حيث إن هؤلاء السكان وفي ظل بعد المسافة وغلاء تكاليف قارورة غاز البوتان والنقل، اضطروا إلى استعمال خشب الغابة للطهي والتدفئة، هذا دون أن ننسى غياب النقل الريفي والمدرسي، مما ألزم السكان وأبناءهم على قطع هذه المسافة مشيا على الأقدام متحمّلين الظروف المناخية من برد وأمطار ورياح، أما ميسوري الحال فيستعملون السيارات المخفية المعروفة بالكلوندستان مقابل دفع مبالغ مالية لا تقل عن 200 دج. وذكر أحد السكان أنهم اضطروا إلى نقل المرضى على متن دراجات نارية.. إنها مفارقة عجيبة يعيشها سكان هذه القرية، ولذا فإن سكان قرية الروابع يلتمسون تدخل الجهات المعنية وعلى رأسها الوالي للتكفل بهذه الانشغالات وغيرها لإخراجهم من دائرة العزلة والنسيان.