يشهد الكل ببلدية عين وسارة أن قطاع الصحة بمختلف مصالحه ومنشآته لم يساير النمو الديمغرافي الذي عرفته البلدية، حيث وصل عدد السكان إلى ما يفوق ال140 ألف نسمة، إلا أن الهياكل الموجودة لا زالت بعيدة عن توفير التغطية الصحية ولو بنسبة 30 بالمائة.فالبلدية تمتلك مستشفى واحدا المطلب أطباء اختصاصيون والمداومة الليلية أي ما يعادل سريرا لكل 800 مريض، بإضافة البلديات التابعة للقطاع الصحي وكذا قاعتي علاج وأربعة مرافق تابعة للصحة الجوارية موزعة على 36 حيا، يؤطرهم 5 أطباء عامين، وطبيب مختص في الجراحة العامة، وآخر في جراحة العظام. يعيش قاصدو المستشفيات بعين وسارة معاناة حقيقية، حيث أكد أعضاء من المجتمع المدني في تصريحهم ل”الفجر” أن المريض القاصد للمؤسسة الإستشفائية لا تقتصر معاناته على المعاملة السيئة من طرف بعض الممرضين، بل تصل إلى حد إجباره على شراء الحقن والضمادات.. يحدث هذا حتى في الحالات المستعجلة. وأضاف محدثو “الفجر” أن نقص التغطية الصحية أرغم الكثير من المرضى إلى التنقل إلى عاصمة الولاية أو ولايات الشمال بحثا عن العلاج، وهذا ما يمثل عبئا آخر خصوصا مع الفقر وقلة الحاجة لأغلب السكان، معتبرين أن بلديتهم يجب أن تكون محل اهتمام أكبر، خصوصا أنها جاءت على مستوى الطريق الوطني رقم واحد ومختلف الطرق المؤدية لشرق وغرب البلاد، وهذا ما يجعلها مقصدا للتدخلات العاجلة ضحايا حوادث المرور. كما يبقى مطلب السكان في تزويد المؤسسة الإستشفائية بأطباء مختصين وتجهيزات متطورة ك”السكانير” الذي وعد الوالي بتوفيره باعتباره من الأولويات.. ليبقى نشاط الفرع النقابي الصحي من بين النقاط القوية بالقطاع، حيث تعمل على تحسين الخدمة الصحية خصوصا أن وزارة الصحة التي كانت قد أوفدت لجنة يرأسها مفتش رئيسي بالوزارة إلى المؤسسة العمومية للصحة الجوارية ببلدية عين وسارة، والتي تحركت حسب مصادر “الفجر” بعد تقرير أرسله الفرع النقابي لذات المؤسسة الإستشفائية إلى وزارة الصحة والسكان. وخلص التقرير إلى توجيه اتهامات لمدير القطاع بالتلاعب في تسيير بعض الملفات المتعلقة بالتشغيل، وبعض المصاريف المتعلقة برواتب وأجور العمال. وأكد الفرع النقابي أن القطاع الصحي يعيش حالة من السقوط في سوء التسيير وإهمال العديد من الهياكل التي لا تتوفر على التجهيزات، كقاعات العلاج الموزعة على الأحياء الفقيرة. وفي تصريح لعدد من المواطنين الذين التقتهم “الفجر”، أكدوا غياب المداومة الليلية خصوصا بمصلحة الولادة التي تمثل الانشغال الأكبر لديهم، حيث أن هناك العديد من الشكاوي والقضايا بأدراج العدالة بسبب الوفيات جراء الإهمال والتسيب والتلاعب بصحة المريض.