خصصت وزارة الصحة والسكان وإصلاح أكثر 1900 مليار دج، لتدعيم المنظومة الصحية في الجزائر حيث تتطلّع الوزارة من خلال هذه المبالغ المالية إلى إنشاء هياكل إضافية هامّة على مستوى عدّة ولايات، يتّم من خلالها توفير 98 ألف سرير على الأقّل في السنوات المقبلة، وهو ما وصفه وزير الصحة عمار تو بالقفزة النوعية في السياسة الصحيّة المتّبعة فالمبالغ المالية الضخة التي ستنفقها وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات على السياسة الصحيّة الجديدة والتي من شأنها أن تقدّم إضافات معتبرة من حيث الهياكل القاعدية التي يتوالى إنجازها ممثلّة في مستشفيات عامّة وأخرى متخصّصة إضافة إلى العيادات متعدّدة الخدمات، معتبرا أنّ ما كان يعدّد ضمن النقائص في السنوات الفارطة مردّه إلى السياسة الصحيّة المتّبعة، ومن المنتظر توفير ما يزيد عن 98 ألف سرير في السنوات المقبلة من خلال رصد مبلغ ضخم قدّر في حدود 1900 مليار دج، وذلك من أجل الرفع من مستوى الخدمات الصحيّة وكذا في إطار الصحّة الجوارية، كون عدّة مناطق ستتخلّص من التبعية للمستشفيات الجامعية وكان مجلس الوزراء في أخر اجتماع له برئاسة عبد العزيز بوتفليقة، أقر خطة لإصلاح المنظومة الصحية وتتضمن خارطة صحية جديدة تساعد على ترشيد التغطية الصحية من حيث الوقاية والعلاج إلى جانب إنشاء أقطاب صحية، في مخطط بعيد المدى للنهوض بالقطاع الصحي في آفاق العام 2025، لقاء مبلغ مالي يقدر 1819,63 مليار دينار جزائري، بغرض الوصول إلى مستوى المؤشرات الصحية المسجّلة حاليا في بلدان منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية. في وقت يتوقع فيه أن يبلغ عدد سكان الجزائر سنة 2025 قرابة 40مليون نسمة كما تشير الدراسات إلى وصول معدل الولادات إلى 16,9 في الألف، ومعدل الوفيات العامة إلى 4,5 في الألف ومعدل النمو إلى 1,24 % ومعدل طول العمر إلى 80 سنة، وستكون لهذه التحولات الديمغرافية آثار على التركيبة السكانية وتجديدها، وكذا على الاقتصاد والمجتمع، وهو ما جعل وزارة الصحة والسكان تقتنتع بحتمية تسريع إصلاح صحي عميق يقوم على تقريب الصحة من المواطن، وتحسين مستويات العلاج، مع إعادة التركيز على الوقاية والعلاج العادي، والتكفل بالانتقال الوبائي والفوارق الجغرافية . وتحسين نوعية الخدمات حيث أعدت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات برنامج شاملا يسمح بانجاز 88 مستشفى عامّا، و94 مستشفى متخصّصا، وأربعة معاهد محلية مختصة، فضلا عن 311 عيادة متعددة الخدمات و221 مركزا صحيا آخر، وتنوي الحكومة التكفل بالانتقال الوبائي من خلال 26 برنامجا خاص بالوقاية و8 برامج علاج و4 برامج دعم بتكلفة إجمالية قدرها 92 مليار دينار جزائري، ويتواصل دعم الإصلاح بإنشاء وكالة محلية مركزية للمواد الصيدلانية وترقية الأدوية الجنيسة إلى جانب محاربة الأدوية المغشوشة ، إضافة إلى مضاعفة الهياكل الصحية وترميمها، وتأهيل الإمكانيات التقنية وفتح الاستثمار الاستشفائي في وجه القطاع الخاص الجزائري والأجنبي، مع تعيين الأطباء الأخصائيين في مناطق الجنوب والهضاب العليا، و تطوير التكوين وتدعيم التأطير. ويسعي برنامج وزارة الصحة إلي تطوير أداء المستشفيات ومقاييس التسييربها ، وتنظيم التمويل وتحسين نوعية الخدمات والتكفل براحة المريض وبأمنه، إضافة إلى إزالة الفوارق الصحية على مستوى الولايات ال48، من خلال استكمال إقامة نظام للمتابعة الصحية، وتطوير تسيير المستشفيات، وتحديد مقاييس الجودة ومؤشرات النجاعة الخاصة بالهياكل الصحية، حتى يمكن التكفل بالأمراض غير المتنقلة، كما تراهن مصالح عمار تو على إيصال الأدوية الجنيسة إلى مستوى 80 % من الاستهلاك الإجمالي، والنهوض بعمليات زرع الأعضاء وجراحة القلب الخاصة بالأطفال وتدعيم صحة الأم والطفل