جددت الرباط تهجمها على الجزائر بعد أن تم رفض طلبها للمشاركة في أشغال الندوة الوزارية لدول منطقة الساحل المنعقدة بحر الأسبوع المنصرم، باعتبارها غير معنية جغرافيا، واتهمتها بكونها بلد يهدد المنطقة المغاربية ويعرقل البناء المغاربي، متسائلة في السياق ذاته عن سبب رفض دعوة المشاركة، وقالت “هل أصبحت مكافحة الإرهاب شأن جزائري خاص؟”. قال وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، خالد الناصري، إن “حرص الجزائر على الحيلولة دون مشاركة المغرب في الاجتماع المخصص لبحث سبل مواجهة تحديات الإرهاب والتنمية، الذي احتضنته العاصمة يوم 16 مارس الجاري، بمشاركة سبع دول من منطقة الساحل والصحراء يعكس بجلاء النوايا الحقيقية لدى المسؤولين الجزائريين”، مضيفا في تهجمه على الجزائر أن “سلوك دبلوماسيتها يتسم بعقم تاريخي لا مثيل له، خاصة في ملف قضية الصحراء الغربية”. وأضاف الناصري، خلال لقاء صحفي عقب انعقاد مجلس للحكومة المغربية، أن “الدبلوماسية الجزائرية وضعتنا في مأزق إزاء قضية الصحراء الغربية، وأن الرباط تنتظر من المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية، كريستوفر روس، والأمين العام نفسه ومجلس الأمن، أن يكونوا أكثر اقتناعا من أي وقت مضى بأن المملكة المغربية تظل تحدوها رغبة أكيدة لطي المأزق حتى تتمكن من السير قدما”. ويأتي رد الناصري مباشرة بعد تصريحات الوزير المنتدب المكلف الشؤون المغاربية والإفريقية، عبد القادر مساهل، على هامش اختتام أشغال ندوة الجزائر الوزارية المخصصة لدراسة وبحث سبل التصدي للإرهاب والجريمة المنظمة ودفع عجلة التنمية في منطقة الساحل، والتي أشار من خلالها إلى أن الندوة مخصصة لدول الساحل وبطلب منهم، وأن هناك عددا من الدول الإفريقية عبرت عن رغبتها في المشاركة كنيجيريا وغينيا بيساو، غير أن طبيعة الندوة يمنع مشاركة هؤلاء مثلهم مثل المغرب.
وأوضح عبد القادر مساهل في ندوة صحفية سهرة الثلاثاء أن”المغرب غير معني باللقاء باعتباره لا ينتمي لمنطقة الساحل، وإن أراد التأكد من ذلك فالخريطة الجغرافية واضحة”، مبرزا أن الدول المشاركة في الندوة تنتمي لنفس فضاء الساحل الصحراوي، في إشارة واضحة إلى أن المغرب لا ينتمي إلى منطقة الساحل الصحراوي، وفق الخريطة الجغرافية المعترف بها دوليا، وأن الأولى بالمشاركة هي الصحراء الغربية المعنية مباشرة بالأمر، خاصة وأن الرباط كثيرا ما روجت لعلاقات مشبوهة بين البوليساريو والقاعدة، بهدف تشويه سمعتها وملاحقتها بشبهة الإرهاب. وتحاول الرباط عشية وصول المبعوث الأممي للصحراء الغربية، كريستوفر روس إلى منطقة شمال إفريقيا، الربط بين هذا وذاك، من خلال الادعاء بأن رفض مشاركتها في ندوة التنسيق حول الأمن والتنمية مرده النزاع الصحراوي، في حين الجزائر لا ناقة ولا جمل لها في الموضوع، باعتبارها ليست طرفا في النزاع من جهة، ووجود هيئات أممية تتكفل بالملف وفق الأعراف الدولية التي ترفض كل أشكال الاستعمار، وتدعو إلى تصفيته عبر استفتاء تقرير المصير من جهة أخرى.