تمكّنت خلال الأسبوع الماضي، مصالح الدرك الوطني لدائرة سوق نعمان بولاية أم البواقي من تفكيك شبكة لممارسة الفسق والرذيلة ضحاياها من الفتيات القصر، حيث تم إلقاء القبض على شخصين من أفراد هذه الشبكة فيما تمكّن 03 أشخاص آخرين من المشتبه بهم من الفرار نحو وجهة مجهولة. أفصح مصدر أمني محلي مطلع ل “الفجر” أن اكتشاف هذه الشبكة يعود إلى شكوى تقدم بها والد إحدى الفتيات الضحايا، وهي قاصرة تبلغ من العمر 14 سنة تعرضت لاعتداء جنسي من طرف مجهولين، لتباشر على إثر ذلك مصالح الضبطية القضائية تحرياتها المكثفة بناءً على ما تقدمت به الضحية السابقة الذكر من معلومات. وأفضت التحقيقات الأولية إلى الوصول إلى مكان مهجور ومعزول بالقرب من مدخل بلدية سوق نعمان، حوّلته أفراد شبكة الدعارة إلى وكر لممارسة الفسق والرذيلة، كما تم التوصل إلى أن أفراد العصابة الذين يستدرجون ضحاياهم من الفتيات القاصرات. وتمّ خلال عملية المداهمة حجز كميات من الخمور والمخدرات ومبالغ مالية وعوازل طبية وملابس نسائية داخلية، كما تم التوصل أيضا إلى أن الضحية التي تقدم والدها بالشكوى استدرجت رفقة صديقتها البالغة من العمر 12 سنة حيث أثبتت الفحوصات الطبية تعرضها لاعتداء جنسي. وتمكّنت مصالح الدرك الوطني من توقيف شابين متورطين في هذه القضية الخطيرة ويتعلق الأمر بكل من (س.ل) في عقده الثالث من العمر و(س.ع) البالغ من العمر 26، وهما المتّهمان اللذان مثلا أمام الجهات القضائية المختصة، حيث صدر في حقهما أمر بإيداعهما الحبس المؤقت بتهمة الاعتداء على القصر والتحريض على الفسق. وأفاد مصدر قضائي موثوق على إطلاع بهذه القضية، التي هزت مدينة سوق نعمان المحافظة، أن عدد ضحايا هذه الشبكة كبير جدًا وأنه يناهز ال30 فتاة، حيث تم الإبلاغ عن ذلك وأن سريّة التحقيق حفاظًا على سمعة العائلات حالت دون الكشف عن العدد النهائي. وكشف ذات المصدر أن الفتيات المستدرجات تتراوح أعمارهن بين 12 و18 سنة واستغلت شبكة الدعارة في ذلك وضعيتهن الاجتماعية ورغبتهن في الحصول على أموال وملابس، واستعانت الشبكة في سوق نعمان بوسيطات للبحث عن فتيات جميلات لا تتجاوز أعمارهن 18 سنة وإغرائهن بالمال وإن استدعى الأمر تخديرهن. ووصفت هذه العملية بأنها إحدى أكبر عمليات تفكيك شبكات الدعارة بالولاية، إذ أحيطت بسرية تامة ولم يتم إبلاغ عناصر الأمن المشاركين بتفاصيل العملية خوفاً من تسرب الأخبار لزعماء الشبكة.