قال علماء دين مسلمون بارزون إنه لم يعد هناك مجال لتطبيق فتوى الفقيه، وأن الفتوى، التي كثيرا ما يسوقها الإسلاميون المتشددون لتبرير القتل، لا يمكن أن تطبق في عالم يحترم حرية الاعتقاد والحقوق المدنية. وأضاف العلماء، في البيان الختامي لمؤتمر عقد أمس الأول في ماردين، جنوب تركيا، وفق ما نقلته رويترز، أنه لا يجوز لأي فرد مسلم أو جماعة مسلمة أن تعلن الحرب أو تنخرط في الجهاد من تلقاء نفسها، موضحين أن هذه الفتاوى قد لا تقنع المتشددين، لكنها قد تكون مفيدة في إبعاد المسلمين الذين لم ينتهجوا نهج التشدد، وأن ظهور الدول المدنية التي تحمي الحقوق الدينية والعرقية والقومية اقتضى إعلان العالم كله كمكان للتسامح والتعايش السلمي بين جميع الفصائل والجماعات الدينية. وأوضح المؤتمرون أن الفتاوى التي يعتمدها المتشددون لتبرير أعمالهم الإرهابية لقتل المسلمين أو غير المسلمين، تفاسيرها ضالة ومغلوطة، داعين علماء الدين المسلمين لإجراء مزيد من البحوث لتفسير سياق الفتاوى التي يعتمدها الإرهابيون، وإظهار ما يرجى تحقيقه من الفهم السليم والصحيح لهذا التراث. ويعد هذا الإعلان أحدث محاولة من قبل التيار الرئيسي لعلماء الدين المسلمين للاعتماد على نصوص إسلامية قديمة العهد لدحض حجج دينية راهنة لجماعات إرهابية، الأمر الذي يدفع إلى طرح السؤال: هل يستفيق الإرهابي دروكدال وعناصره المغرر بهم ويعلنون توبتهم وعودتهم إلى أحضان المجتمع بعد فتاوى العلماء ببطلان تفاسير ونصوص مرشديهم كالإرهابي أبو قتادة الأردني، التي يبررون بها جرائمهم.