وقال المصدر ذاته ''ليس كل ما يُعلم يقال وليس كل ما يُفتى به لشخص يفتى به لآخر، ومن هنا أدعو المفتين أن يتحروا عند الإجابة على الفتوى هل هي فتوى شخصية أو فتوى عامة''، فالفتاوى الشخصية تختلف من شخص إلى شخص آخر·· فالمريض والمسافر والعجوز كلّ له فتوى، وهناك فتاوى يجب أن لا تظهر على السطح وتذاع على الهواء مثل الفتاوى المتعلقة بالأمور الخاصة بين الزوج وزوجته، وهى فتاوى لا تكون على الهواء وإنما في المجال السري· وهناك مسائل متعلقة بأمور شخصية أخرى، ومثل هذه الأمور التي بها إشاعة الفاحشة أو إعلان لخبر ما يجب ألا تذاع على الهواء لأنها أمور شخصية وإذاعتها نوع من إشاعة الفاحشة، والإسلام نهى عن إشاعة الفاحشة· وأضاف أن ''الفتوى علم ينبغي أن يتصدى له من هو أهل له، ومن يتقدم للفتوى عليه أن يكون عالم بكتاب الله وبسنة رسوله وأن يكون عالما بالعام والخاص، وأن يكون عالما بألفاظ اللغة العربية والناسخ والمنسوخ وأسباب النزول وأصول الفقه، وأن يعرف الأحكام التكلفية والوضعية ليعرف الخطاب هل هو عام أم خاص، وهل للمكلفين أو لغير المكلفين''· وقال ''الفقه عند العلماء هو العلم بالأحكام الشرعية العملية المستنبط من أدلتها التفصيلية، العلم الذي يحتاج إلى بحث ودراسة وعمق حتى يصل الحكم بمعرفة الدليل''، وقال الاجتهاد يأتي فيما يتعلق بنص يحتاج إلى تفسير بحيث يقبل الرأي والرأي الآخر، والذي يقدر على هذا هم العلماء المتخصصون، وهذا أحد جوانب ثراء الفقه الإسلامي· وأضاف الشيخ نصر فريد واصل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ''من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين''، ونحن في هذه الحياة الدنيا إنما نخضع في كل ما يتعلق بحياتنا وأمورنا وأفعالنا لدين الله سبحانه وتعالى، لأن هذه الدنيا ما خلقت إلا لهذا الإنسان الذي يعيش عليها بصفته خليفة الله على هذه الأرض، ومن هنا فإن هذه الخلافة تقتضى أن نسير على أوامر المستخلف وهو الله سبحانه وتعالى، فكان فقه هذه الدنيا بما عليها في كل مظاهرها لابد وأن يكون العلم به أو الفقه به حسب أوامر الله وهذا لا يتحقق إلا من خلال الدين أي من خلال النصوص التي وردت في هذا الدين في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ومن خلال قوله تعالى: {المال والبنون زينة الحياة الدنيا} يمكن أن نفهم أن فقه الدين يؤدى إلى فقه الدنيا وفقه الدنيا يؤدى إلى إمكانية تعميرها واستخلافها خلافة شرعية يحق للإنسان فيها أن يحيا ويعيش ويحقق مفهوم العبادة·