قضية اتهام بوصوف وبومدين بقتل العقيد عميروش مسألة مضحكة! لكن الأكثر منها طرافة تاريخية هي إسناد هذا الاتهام إلى وثائق تاريخية سرية تخص الثورة، سلمتها فرنسا تمجيد الاستعمار الساركوزية والكوشنارية لسعيد سعدي ونجل عميروش! ترى لماذا لم تسلم فرنسا هذه الوثائق السرية الهامة للحكومة الجزائرية وسلمتها لجماعة الأرسيدي؟! أنا شخصيا أحترم الدكتور سعدي وأحترم نجل عميروش وأحترم ذكاءهما وأتعجب كيف انطلت عليهما "لعبة تمجيد الاستعمار هذه"؟! أليست العملية هذه شبيهة بعملية النقيب لجي التي ضلل بها الشهيد البطل عميروش..؟! ففعل ما فعل بزملائه المجاهدين في الولاية الثالثة؟! أليس نجل النقيب "لجي" يكون قد فعل بنجل عميروش هذه الفعلة بوثائق تاريخية مزورة تماما مثلما فعل والده فعلته بعميروش قبل 52 سنة؟! هذا التفسير هو الأقرب إلى المنطق.. لأنه تم عبر تسريب وثائق بطريقة غير رسمية حتى لا تتحمل فرنسا الرسمية مسؤولية مثل هذه العملية القذرة لو تكتشف على حقيقتها! خاصة وأن الأمر تزامن مع حكاية تمجيد الاستعمار هناك وتجريمه هنا في الجزائر؟! الأكيد أن فرنسا الآن تريد تمجيد الاستعمار بوثائق مزورة، وتجريم رجالات الثورة أيضا بوثائق مزورة! تسرب بطرق غير رسمية، وعندما يحدث ذلك عن طريق وثائق لا يقبلها الفعل والمنطق فذاك يعني أن سعدي ونجل عميروش يريدان "تصحيح" تاريخ الثورة الجزائرية بالاعتماد على وثائق الاستعمار الفرنسي المزورة! ولكم أن تتصوروا جدية وموضوعية التاريخ الذي يراد إعادة كتابته بهذه الطريقة! المعروف في هذه القضية أن العقيد عميروش سقط في ميدان الشرف مع العقيد الحواس وهو في طريقه إلى تونس لحضور اجتماع العقداء العشرة الشهير والذي لم يحضره مع الأسف عميروش بسبب الاستشهاد هو وسي الحواس وحضره بقية قادة الولايات وقد دعي لهذا الاجتماع الذي ترأسه "الباءات الثلاثة" للاستقواء بالعقداء العشرة على الحكومة المؤقتة بعد أزمتها الثانية وبوالصوف، أحد الباءات الثلاثة الذين ترأسوا الاجتماع.. فكيف يبلغ بوالصوف الفرنسيين عن العقداء الذين دعوهم أساسا لنصرتهم. إذن، الحكاية هي عبارة عن تضليل آخر من نجل ليجي لنجل عميروش على مستوى التاريخ.. وحكاية رفع دعوى قضائية من طرف عائلة بوالصوف وعائلة بومدين على عائلة عميروش هو أمر مخزٍ بالفعل.