دعوة إلى استغلال الحراڤة الأفارقة في ممارسة التبشير بالمنطقة قال أمس مصدر مسؤول بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف، ل”الفجر”، إن اتهامات الكنيسة الكاثوليكية بادعائها استمرار الحكومات المغاربية في التضييق على حرية ممارسة المعتقدات الدينية بالمنطقة، تدخل في إطار الأجندة الغربية التي تهدف إلى تشويه صورة منطقة المغرب العربي، وزعزعة استقرارها، وبالموازاة مع ذلك ينطلق بالعاصمة المغربية، الرباط، اجتماع أساقفة الكنيسة الكاثوليكية لشمال إفريقيا، بمشاركة أساقفة كل من الجزائر، المغرب، تونس، ليبيا والصحراء الغربية، برعاية وتزكية من الفاتيكان. ونفى ذات المصدر تضييق الجزائر على دخول الشخصيات الدينية غير الإسلامية، وقال “لكن من حقها أن تمنع ممارسة الشعائر الدينية التي تخالف القانون والتشريع المعمول به، حتى وإن كانت إسلامية”، داعيا في حديث ل”الفجر” جميع الذين يروجون لفكرة وجود تضييق في ممارسة المعتقدات، إلى العودة للأشرطة الوثائقية للملتقى الدولي لممارسة الشعائر الدينية المنعقد بالجزائر مؤخرا، حيث تم الاعتراف بقانون ممارسة الشعائر الذي سنته الجزائر سنة 2006 من قبل كبار الشخصيات الكاثوليكية، على رأسها الكاردينال، تيسي هنري. للإشارة، فقد دعا عميد أساقفة الكنيسة الكاثوليكية بالجزائر، الدكتور غالب بدر، خلال ذات الملتقى، إلى إعادة النظر في قانون ممارسة الشعائر الدينية الجزائري، الأمر الذي اعتبره وزير الشؤون الدينية والأوقاف في حينه شططا وتدخلا في الشؤون الداخلية للجزائر، غير أنه اتضح فيما بعد أن دعوة غالب بدر جاءت بعد ضغوطات من جهات مجهولة، حيث أظهر تناقضا في الرأي بعد إشادته بقانون الشعائر بالجزائر، لينقلب على عقبيه ويغير رأيه سلبيا في نهاية الملتقى. وفي السياق ذاته، كشف بيان للموقع الرسمي لراديو الفاتيكان “راديو فاتيكانا”، عن فحوى اجتماع الرباط، وأوضح أنه سيتم تدارس أوضاع الكنيسة والمسيحيين في المنطقة بصفة شاملة، متهما الدول المغاربية بطرد “المبشرين المسيحيين من دول شمال إفريقيا”، وإثارته للصعوبات المزعومة، التي “تواجهها الأقلية المسيحية في ممارسة شعائرها الدينية”، خصوصا ما تعلق بقانون ممارسة الشعائر الدينية في الجزائر، الذي أثار حفيظة العديد من الجهات الغربية الدينية منها والحقوقية. وكشف البيان عن النوايا الاستغلالية التي يعتزم الأساقفة العمل عليها، حين أوضح أن مؤتمر الرباط لأساقفة المغرب العربي سيدرس سبل “استغلال” الأعداد الكبيرة للمهاجرين الأفارقة في جميع الدول المغاربية، القادمين من دول إفريقيا، وخاصة أولئك الوافدين من جنوب الصحراء، باعتبار أن جميع دول شمال إفريقيا نقاط عبور لهؤلاء المهاجرين، في طريقهم باتجاه أوروبا عبر سواحل إيطاليا وإسبانيا.