وجه الأمين الوطني لحزب جبهة القوى الاشتراكية، كريم طابو، دعوة إلى حكومتي الجزائر والمغرب من أجل فتح الحدود بين البلدين، خدمة لمصلحة الشعبين وتنفيذا لتوصيات الحركة الوطنية ونجم شمال إفريقيا، التي كانت حريصة على ضمان الوحدة المغاربية. واعتبر كريم طابو، خلال استضافته في القناة المغربية الثانية، أول أمس الإثنين، الإبقاء على الحدود الجزائرية - المغربية مغلقة، استثناءا، في الوقت الذي تسعى العديد من دول العالم للتكتل والتوحد من أجل تحقيق المصالح المشتركة، موضحا أنه آن الأوان لفتح الحدود بين البلدين بعد زوال المبررات ”الموضوعية”، وقال ”إن الإبقاء على الحدود الجزائرية - المغربية مغلقة يعتبر خرقا لحقوق الإنسان، التي تنص مواد ميثاقه على حرية تنقل الأشخاص وبدون قيود، غير أنه تناسى انتهاك المخزن لحقوق الإنسان الجزائري عندما أعلن بشكل منفرد فرض التأشيرة، وفسح المجال للإرهابيين سواء بإيوائهم أو السماح بإدخال الأسلحة لقتل الجزائريين، فضلا عن إغراق الجزائر بالمخدرات واستنزاف اقتصادها. وحاول الأمين العام للأفافاس حصر الأسباب التي تجعل غلق الحدود مستمرا، في مصالح بعض الشبكات، وتخوف الأنظمة السياسية، من قيام نوع من التلاحم والتوحد بين الشعبين الجزائري والمغربي، مغتنما فرصة الحديث ليجدد موقف حزبه المدافع عن الوحدة المغاربية. وتجدر الإشارة إلى أن الجزائر أغلقت حدودها مع المغرب، ردا على الاتهامات التي وجهها المخزن لمصالح الأمن الجزائرية وتحميله مسؤولية الهجوم الإرهابي على سياح بفندق مراكش، هو بريء منها بشهادات متوالية لمراقبين غربيين وحتى مغاربة، الأمر الذي يعتبر طعنا لا مبرر له، سوى محاولة الضغط على الجزائر، التي كانت تواجه الإرهاب الهمجي، بإيعاز من جهات غربية معروفة بعدائها لكل ما يرمز للدولة الجزائرية. ويرى الملاحظون أن تصاعد نداءات الرباط بفتح الحدود مع الجزائر، يأتي بعد تضرر المناطق الشرقية المغربية التي كانت تعيش على التجارة مع الجزائريين، إلى جانب محاولة التشويش على نجاح الجزائر في العودة القوية على المستوى الداخلي، من خلال إنهاء الأزمة الأمنية ودفع التنمية المحلية التي يقطف ثمارها المواطنون بشكل كبير خلال العشرية الأخيرة، على مستوى السكن والثروة والعمل وغيرها من القطاعات الإنتاجية، وما التقارير التي تشيد بمسار التنمية في الجزائر واحتلالها لمراكز متقدمة إلا دليل على السير الحسن للسياسة المرسومة. من جهة أخرى، أصبحت الجزائر قبلة لكل الدول التي تعاني من آفة الإرهاب بعد أن نجحت بامتياز في قهر أي تحرك في ذات الاتجاه، بالإضافة إلى صوتها القوي والمسموع الذي فرضته على المجموعة الدولية التي اعترفت في مختلف المواقع بالعودة القوية للجزائر.ويضيف المراقبون أن ما تعيشه الجزائر من تقدم منقطع النظير دفع الرباط إلى المطالبة بفتح الحدود بعد أن أصبحت تعاني ضغطا داخليا رهيبا، لافتقار مسؤوليها لسياسة تنموية لصالح المواطنين، وفشلها على المستوى الدولي في عدة قضايا، وأصبحت تقوم بدور المنفذ لأجندة معينة في المنطقة لصالح أطراف معروفة، وأن مسألة فتح الحدود يجب أن تمر عبر الشروط التي وضعتها الجزائر من خلال إيقاف قوافل السم المغربي المتمثل في المخدرات الموجهة لشباب الجزائر ومراقبة تهريب الأسلحة، وغيرها من المسائل التي تبسط الاستقرار والازدهار للشعبين.