وقال محمد اليازغي، رئيس الاتحاد الاشتراكي للقوى الشعبية، في حصة "مباشرة معكم" التي تبثها القناة الثانية المغربية، مساء الأربعاء، الذي بدا وكأنه مرجع سياسي وفكري ينوب عن نظام المخزن في المغرب، إن الثورة التحريرية الجزائرية لم تكن مهتمة بقضية الصحراء الغربية، وإن الجزائر، في عهد الراحل هواري بومدين، أثارت القضية في سياق سعيها للبروز كدولة كبيرة وقيادية في المنطقة، في إشارة إلى أن الصحراء الغربية قضية مفتعلة، رغم أنه يعلم، بحكم رصيده التاريخي ومعايشته لكل الأحداث ذات الصلة، أن الثورة اندلعت لتحرير التراب الجزائري، شبرا شبرا، ورفضت مناورة إقصاء الصحراء الجزائرية، أما الصحراء الغربية فقد ثار شعبها وبصفة منظمة ومؤطرة منذ 73 ضد الاحتلال الإسباني، وكان عليه أن يخجل من مطالبة المغرب بأراضي الغير بعد تحريرها بالدم والنار• كما أشار إلى أن الجزائر بعد الاستقلال ألغت من اهتمامها مناقشة وضع الحدود مع المغرب، وهو يلمح إلى أن المغرب مازال يسعى إلى مراجعة الحدود بدعوى أن الجزائر استحوذت على هامش من أراضيه، رغم أن منظمة الوحدة الإفريقية ومعها المجموعة الدولية ومواثيقها تعترف بالحدود الموروثة عن الاستعمار• ووجه في سياق حديثه دعوة إلى الرئيس الجزائري المنتظر لأن يقلب خيارات الدولة الجزائرية وقيم ثورتها، محركا بعض المشاعر "التاريخية"، كولادة الرئيس في وجدة، ودعم المغرب للثورة واستشهاد مغاربة مع الجزائريين، والمشاعر الإنسانية والروابط الاجتماعية التي تربط بين الشعبين• ولعبت مداخلات اليازغي دورا محوريا في توجيه وقائع الحصة، رغم أنها تظاهرت في البداية بالحياد والموضوعية، حيث كرست اتجاها متحاملا على الجزائر ومبرئا للمغرب من المسؤولية في الوضع الراهن، رغم أن المغرب هو المتمرد على كل الاتفاقات البينية والإجماع المغاربي، فهو من خرق التوافق المغاربي حول معالجة قضية الصحراء الغربية وإعلان احتلاله للتراب الصحراوي، وشن عدوانا على الجزائر في 63 مستغلا ضعفها ومتاعبها الداخلية، وهو دليل يؤكد رغبة التوسع الكامنة، وما رفض الاعتراف باستقلال موريتانيا باعتبارها إجماعا ومكسبا مغاربيا آخر إلا عينة، كما أنه خرق العلاقات الثنائية النوعية لاحقا وفرض التأشيرة على الجزائريين بعد حادثة فندق مراكش، دون استشارة الطرف الجزائري• من جهته، حمّل السكرتير الأول لحزب جبهة القوى الاشتراكية، كريم طابو، الذي شارك في الحصة، من داخل البلاطو، الأنظمة والحكومات في المغرب العربي مسؤولية تأجيل تحقيق مشروع اتحاد المغرب العربي الذي نادت به كل حركات التحرر، وقال إنها أخفقت في التأسيس لعلاقات متكاملة ومتفاعلة مع شعوبها قائمة على الديمقراطية، ودعا إلى إعادة فتح الحدود الجائرة المغربية، واعتبرها مسألة شكلية في العلاقات الدولية في الوقت الراهن•