اعتبر الباحث البريطاني جوناثان سباير أن الانقسام بين حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في قطاع غزة والسلطة الوطنية الفلسطينية في الضفة الغربية انعكاس لسياسات إقليمية، بحيث يصطف كل طرف إلى جانب واحدة من الكتل المعارضة في الحرب الباردة التي تهيمن على الشرق الأوسط وتأكيدا لتصريحات القيادي في حماس، صلاح البردويل، التي قال فيها إن جهود المصالحة الفلسطينية مجمدة، قال رئيس المكتب السياسي للحركة، خالد مشعل، في دمشق إن مسؤولين عربا اشترطوا على الحركة الاعتراف بشروط الرباعية بما فيها الاعتراف بإسرائيل لتحقيق المصالحة الفلسطينية برعاية مصرية. غير أن مشعل كرر رفض الحركة لذلك، وخاطب الأمريكيين والصهاينة مشددا على عدم الرضوخ لهذه الشروط، وقال “لن ندفع أي ثمن سياسي مهما طال أمد الحصار”. سباير يعلق في مقاله “حرب فلسطينية باردة” المنشور في صحيفة ذي غارديان البريطانية بالقول إن تلك التصريحات توحي بأنه لا توجد عملية تسوية لإنهاء الانقسام السياسي الفلسطيني، وما يجري على الأرض الآن هو أن السلطات في كل من غزة ورام الله تعمل على تكريس نفسها. ويشير الكاتب إلى أن صعود نجم حماس في غزة يوازيه ارتفاع شعبيتها في الضفة الغربية، في حين أن شعبية حركة التحرير الوطني “فتح” المنافسة تتراجع بشكل حاد. ويشير كاتب المقال إلى أن الشرق الأوسط الآن منقسم ما بين الدول المتحالفة مع الولاياتالمتحدة والغرب، وبين حركات ودول “كتلة الممانعة” بقيادة إيران.