ذكرت مصادر جد مطلعة من العاصمة الموريتانية نواكشوط ل”الفجر”، أمس، أن مبعوثا من قصر الإليزيه يتواجد هذه الأيام في نواكشوط، من أجل التحضير لزيارة قريبة للرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، إلى العاصمة الفرنسية باريس، قصد الحديث عن سبل إطلاق عدد من أتباع الجماعة السلفية المعتقلين في موريتانيا، لقاء تحرير الرهينة الفرنسي المختطف شمال النيجر، ميشال جرمانو، وفق مطالب دروكدال. وأضاف مصدر ”الفجر” أن الهدف الرئيسي من زيارة وزير الدولة والتعاون الفرانكفوني، الفرنسي آلان جويانديه، محاولة باريس الحصول على تنازلات من الرئيس الموريتاني، واستدراج ولد عبد العزيز لقبول إطلاق سراح عدد من العناصر الإرهابية لتنظيم القاعدة المعتقلين في السجون الموريتانية، مقابل إطلاق سراح الرهينة الفرنسي المختطف. وأكد ذات المصدر أن زيارة المسؤول الفرنسي إلى نواكشوط، تأتي بعد فشل السفير الفرنسي في موريتانيا، ميشال فاند بورتر، بداية الأسبوع الجاري، في الحصول على تنازلات خلال لقائه مع وزير العدل الموريتاني، بخصوص إطلاق سراح عدد من الإرهابيين المعتقلين في موريتانيا، مقابل تحرير تنظيم دروكدال الرهينة الفرنسي، مضيفا أن فرنسا تبحث عن إطلاق رهينتها بأية طريقة، ولو على حساب مبادئ دولة موريتانيا والتزاماتها مع دول المنطقة. وأشار مصدر ”الفجر” إلى أن حديثا يجري في موريتانيا عن مساومات فرنسية لنظام ولد عبد العزيز، من أجل الحصول على تنازلات بخصوص السجناء الذين يطالب تنظيم القاعدة بتحريرهم، خاصة وأن الرئيس الموريتاني يرفض جملة وتفصيلا فكرة إطلاق سراح أي من المعتقلين المرتبطين بالتنظيم الإرهابي، وقالت في هذا الصدد إن فرنسا قدمت وعودا وتطمينات لنظام ولد عبد العزيز، بتخفيف ضغط المعارضة الموريتانية على سياسته، ووعود بمساعدته لتجاوز الأزمة السياسية التي تعرفها نواكشوط بين السلطة وبعض أحزاب المعارضة، التي تهدد بشل الحياة السياسية في البلاد، إضافة إلى مساومته حول ملف حقوق الإنسان في موريتانيا، والذي أسال الكثير من الحبر.