تجاوزت أسعار النفط مستوى 74 دولارا للبرميل، أمس، مع استقرار الأورو رغم مخاوف بشأن الاستقرار الاقتصادي لمنطقة الأورو دفعت النفط لتسجيل أكبر خسارة شهرية في 18 شهرا. وارتفعت عقود الخام الأمريكي تسليم جويلية 46 سنتا إلى 74.43 دولارا بعد انخفاضه 58 سنتا عند التسوية، يوم الجمعة الماضي. وتراجع سعر عقد أقرب استحقاق 14 بالمئة في شهر ماي في أكبر خسارة شهرية بالنسبة المئوية منذ ديسمبر 2008. وارتفع مزيج برنت خام القياس الأوربي 55 سنتا إلى 74.57 دولارا للبرميل. وقال مسؤولون بشركات نفطية في هذا الصدد إن أي انخفاض في أسعار النفط دون مستوى 70 دولارا للبرميل من المؤكد ألا يستمر لفترة طويلة إذ يحول احتمال اتخاذ منظمة أوبك لإجراءات والحد من المعروض مستقبلا دون استمرار التراجع. وخفّض محللون توقعاتهم لأسعار النفط استجابة للقلق الشديد في الأسواق المالية العالمية لكن مختصين في القطاع توقعوا ارتفاع الأسعار لا انخفاضها. وفي المدى القريب، قد تتخذ منظمة أوبك إجراء من شأنه أن يعزز السوق إذا لم يواصل سعر النفط صعوده من مستوى متدن سجله هذا الشهر دون 65 دولارا للبرميل. وأعلن المسؤول النفطي الليبي، شكري غانم، أن المنظمة تراقب الأوضاع ولا ترى حاجة للتدخل بعد، وعادة ما تشكك أسواق النفط في قدرة أعضاء أوبك على الالتزام بحصص الإنتاج خاصة وأن مستوى الالتزام بالتخفيضات المتفق عليها يبلغ حاليا 51 بالمئة فقط. وقال من جهته رئيس الاستراتيجية في شركة توتال جان جاك موسكوني "إذا تراجع دون 70 دولارا فستطلب أوبك من أعضائها الالتزام بحصص الإنتاج"، وأي تراجع في الاستثمارات في مشروعات جديدة عقب تراجع الأسعار في 2008 ونتيجة تشديد القواعد التنظيمية للتنقيب عن النفط في المياه العميقة بعد التسرب النفطي في خليج المكسيك من منصة حفر تابعة لشركة بي.بي قد يدفع أسعار النفط للارتفاع على المدى البعيد.