تظل المعاناة تلازم سكان دوار بني بختي بڤوراية، في ولاية تيبازة، حيث تقضي عشرات العائلات يومياتها في رحلة البحث عن أساسيات العيش، في ظل غياب شبه تام للمرافق الحيوية. تكبل المشاكل اليومية سكان دوار بني بختي الواقع بالجهة الشرقية لبلدية ڤوراية، الذي لا يزال منقوصا من المرافق.. أولها شبكة المياه الصالحة للشرب، حيث تحدث بعض من التقت بهم “الفجر” خلال جولتها بين أرجاء الحي أن معظم البيوت غير مزودة بشبكة توزيع المياه، ماعدا تلك الواقعة على حواف الطريق الذي تم إمداده بأنبوب رئيسي، و نتج عن حرمانهم من حنفيات الماء تزاحمهم على مدار السنة على بعض الحنفيات لملء الدلاء و توصيلها عبر ممرات وأزقة مهترئة. ويتخلص الكثير منهم من المياه المنزلية عبر الطرق التقليدية وصرفها في الأودية الفرعية لحيهم، حيث تمتزج ببقايا المخلفات المنزلية التي تتجمع منذ أشهر، دون أن تتدخل المصالح المعنية لجمعها وإبعادها عن محيطهم السكني الخالي من الإنارة العمومية، رغم احتضانه لأكثر من 160 عائلة، يتنقل أفرادها في ظلام دامس في طرقات غير صالحة. فرغم عشرات النداءات بتزويدهم بالإنارة العمومية ولو على مستوى الطريق الرئيسي، إلا أنهم تركوا في مواجهة مصاعب المشي في الظلام، خاصة أن مطلبهم يزداد إلحاحا لدى خروجهم في ظلام الساعات الأولى للظفر بالنقل وعودتهم في الساعات المتأخرة. وأشار ممن تحدثنا إليهم إلى أن أبرز مشكلة تؤرقهم هي غياب النقل المدرسي لفلذات أكبادهم، حيث أن بعدهم عن الوسط الحضري جعلهم مخيرين بين تسجيل أبنائهم خلال الطورين الإبتدائي والمتوسط في بلدية مسلمون، أو بمدرسة حمدان محمد ومتوسطة امحمد بوڤرة. ولبلوغ المؤسستين يقطع الأطفال في الصباح الباكر مسافة كيلومترين قبل الوصول على الطريق الوطني رقم 11 من أجل دفع مبالغ التنقل في الحافلات الخاصة إلى غاية البلدية المذكورة، ويعودون بعد ذلك في الظروف نفسها.. دون أن تتدخل السلطات المحلية لتوفير النقل المدرسي.