من الأحاديث النبوية الشريفة التي توضح لنا فضل الأم العظيم، رد رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل يسأله عن من أحق الناس بصحابة قائلا: “أمك” قال: ثم من؟ قال: “أمك” قال ثم من؟ قال: “أمك”. قال ثم من؟ قال “أبوك”. كما سأل رجل كان بالطواف وقام بحمل أمه يطوف بها فسأل النبي صلى الله عليه وسلم إن كان قد أدى حقها، فرد عليه صلى الله عليه وسلم: “لا، ولا بزفرة واحدة!” بمعنى زفرة من زفرات الولادة. وفرض الله تعالى على المسلم في كتابه العزيز وفي سنة نبيه أن يكون بارا بوالديه عامة وبالأم على وجه الخصوص، فجعل الأمر ببر الوالدين بعد عبادته سبحانه وحده، بعد التوحيد:” وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً”، وذلك جزاء لما تحملته من متاعب الحمل والوضع والإرضاع والتربية. واليوم الحادى والعشرين من مارس نحتفل بعيد الأم حيث يسارع كل منا إلى والدته ليهاديها بأفضل الأشياء معبرا عن حبه وتقديره لها، ولذلك أوجب الإسلام على الأبناء الإحسان لأمه وتجنب أي قول أو فعل قد يسيء إليها أو يؤذيها، حتى ولو كانت كلمة ضجر، فلا يصح للإبن أن يقول لأمه مثلا كلمة “أف”، وإذا رأى الابن أن الأم في حاجة إلى قول ينفعها في أمر دينها أو دنياها فليقل لها ذلك بلطف وليعلمها بأدب ولين، لأن للأم فضل كبير، وذلك عن الأب بالطبع، لأنها تقوم بالدور المستتر في حياة وليدها.. فحتى يبلغ الوليد ويعقل، تتحمل الأم آلام كثيرة طوال فترة حمله ثم ولادته ثم السهر عليه ورعايته، بينما إذا كبر يظهر دور الأب الظاهر، والذي يكمن في تلبية احتياجاته من شراء لعب وملابس وغيرها. قال عليه الصلاة والسلام:”لا يدخل الجنة قاطع”، يعني قاطع رحم. والأحاديث النبوية والآيات في بر الوالدين وصلة الرحم وحق الأم كثيرة وتدل على وجوب إكرام الوالدين جميعا واحترامهما والإحسان إليهما، وإلى سائر الأقارب في جميع الأوقات.