قتل 74 شخصا في الإعتداء المزدوج الذي وقع في كامبالا، مساء أول أمس، حسب حصيلة جديدة نقلها المتحدث باسم الحكومة الأوغندية، فرد اوبولوت، إلى وكالة الأنباء الفرنسية قال المتحدث إن “آخر حصيلة رسمية هي 74 قتيلا مؤكدا”. وكانت الحصيلة السابقة التي وزعها مصدر في الشرطة 64 قتيلا و65 جريحا. وقد استهدف اعتداء مزدوج مساء أول أمس، مطعمين اكتظا بالمشاهدين، الذين كانوا يتابعون النقل المباشر للمباراة النهائية لكأس العالم في كرة القدم بين منتخبي إسبانيا وهولندا. ولم يعلن أحد مسؤوليته عن الإعتداءين. إلا أن الشرطة الأوغندية سارعت إلى ربطهما بالتهديدات الأخيرة للمتمردين الصوماليين من حركة الشباب. وقد توعدت الحركة بتوجيه ضربات انتقامية الى بوروندي وأوغندا اللتين أرسلتا ستة آلاف جندي يشكلون قوة الإتحاد الإفريقي في الصومال. وانفجرت القنبلتان في مطعم إثيوبي جنوب العاصمة الأوغندية، وناد للرڤبي شرق المدينة، حيث كانت حشود من الناس تتابع المباراة النهائية لمونديال جنوب إفريقيا لكرة القدم بين اسبانيا وهولندا. وقالت السفارة الأمريكية في كمبالا إن بين القتلى مواطن أمريكي. وربط قائد شرطة كمبالا، كالي كاييهورا، بين الإعتداء المزدوج والتهديدات الأخيرة التي أطلقها متمردو “حركة الشباب المجاهدين” في الصومال بمهاجمة أوغندا وبوروندي، الدولتين المساهمتين في قوة السلام الإفريقية في الصومال. وأدان الرئيس الاوغندي، يويري موسيفيني، أمس “جبن” مرتكبي الإعتداء المزدوج. وقال، خلال زيارة مكان الإعتداءين، إن “أناسا يشاهدون كرة القدم لا يجب أن يكونوا مستهدفين”، مؤكدا “إذا أراد مرتكبو الإعتداءين أن يقاتلوا فليواجهوا الجنود”. وأكد وزير أوغندي، أمس، أن قوات بلاده ستظل ضمن قوة السلام الإفريقية المنتشرة في الصومال رغم الإعتداء المزدوج الذي استهدف بلاده. وصرح نائب وزير الخارجية، اوكيلو اوريم، لوكالة الأنباء الفرنسية أن “هؤلاء جبناء، والأوغنديون ليسو جبناء، ولن نهرب من مقديشو بسبب هذا العمل الجبان”. ويعتبر مقاتلو حركة الشباب الذين يسيطرون على قسم كبير من الصومال، هذه القوة المكلفة حماية الحكومة الانتقالية الهشة في مقديشو، قوة احتلال. وكانت حركة الشباب أعلنت ولاءها لتنظيم القاعدة. وقال كاهيورا: “أنتم على اطلاع على تصريحات الشباب والقاعدة، والإرهاب يشكل تهديدا في أيامنا، وأنتم تعرفون المنطقة التي نحن فيها والتزامنا في الصومال”. وفي 5 جويلية، دعا زعيم حركة الشباب، احمد عبدي غوادن، الصوماليين إلى الاتحاد لطرد قوة الإتحاد الإفريقي في الصومال، متهما عناصر هذه القوة المؤلفة من عدد متساو من الجنود البورونديين والأوغنديين، بالوقوف وراء مقتل العديد من المدنيين في مقديشو. وفي اليوم نفسه، قررت الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) التي تضم ست دول في شرق إفريقيا، تقديم ألفي جندي إلى قوات الإتحاد الإفريقي في الصومال لزيادة عددها الى 8100 جندي، وذلك إثر قمة استثنائية عقدت في آديس أبابا. وفي أبرز ردود الفعل على الهجوم وصف الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، الإعتداء المزدوج ب”الجبان” والمؤسف”، وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، مايك هامر، إن “الرئيس احزن الخسائر في الأرواح البشرية في هذه الهجمات الجبانة والمؤسفة، وهو يقدم تعازيه إلى شعب أوغندا الذين قتلوا أوأصيبوا بجروح”، مضيفا أن “الولاياتالمتحدة مستعدة لتقديم أي مساعدة تحتاج إليها الحكومة الأوغندية” . وقال مسؤول رفيع في الإدارة الأمريكية أن الولاياتالمتحدة على اتصال مع سفارتها في كمبالا ومع مكتب التحقيقات الفدرالية “اف بي آي” حول طلبات مساعدة من قبل الحكومة الأوغندية. بدورها وجهت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، تعازيها إلى عائلات وأصدقاء الضحايا في الولاياتالمتحدة وأوغندا. وقالت كلينتون في بيان: “في هذه الأوقات الصعبة، الولاياتالمتحدة تقف إلى جانب أوغندا (..) لدينا علاقة صديقة وثيقة وقديمة مع شعب وحكومة أوغندا، وسنعمل معهم لإحالة منفذي هذه الجريمة أمام القضاء”.