أكد الدكتور خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالأزهر، أن المعازف والموسيقى نعمة ترتقي بها الأرواح وتسمو بها الأفئدة، وأنها لا تلهي عن طاعة الله، مشيرا إلى أن العلماء قد اختلفوا كثيرا في هذا الشأن وانقسموا بين مجيز ومانع كما صنف الجندي الأغاني إلى أربعة أنواع؛ إما وطنية أو دينية أو أغاني أطفال أو أغان عاطفية؛ حيث تنقسم الأخيرة إلى قسمين: غزل، وتشبيب، مؤكدا أن الشعراء كانوا يقولون الغزل في حضرة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، أما التشبيب فهو مرفوض شرعا بإجماع العلماء. وبسؤاله عن الجدل المثار حول عمل المرأة قاضية، قال الجندي إن هذا الأمر لا مانع فيه في حالة أن تعمل المرأة قاضية إدارية أو دستورية، لكنه عارض أن تكون قاضية جنائية، لما في ذلك من ضرر قد يلحق بها من تعاملها مع المجرمين. وقال إن الإسلام لم يمنع عمل المرأة، فالسيدة خديجة زوجة الرسول، عليه الصلاة والسلام، كانت سيدة أعمال قديرة تدير أموالها وتجارتها، كما أن النساء في فجر الإسلام كان لهن دور إبان الحروب في خدمة الجنود. وخالف الجندي الكثيرين بالقول إن تعدد الفتاوى هو نعمة أنعم الله بها علينا، مناديا بعدم التضييق في مواضيع لا تحتاج إلى ذلك، مشيرا إلى أن أئمة السلف لهم ما لهم وعليهم ما عليهم، والبشر ليسوا ”قطيعا”، على حد تعبيره.وركز حديثه حول مقام العبودية لله، وكيف أن آية ”إياك نعبد وإياك نستعين” ألف فيها العلماء مجلدات كثيرة لتحليلها وتبيان معانيها، مشيرا إلى أنها علة الخَلق. وأكد أن الغرب عبيد لشهواتهم التي تتملكهم، فهم ليسوا أحرارا على حد قوله، وأضاف أن عبودية الإنسان للإنسان قديما كانت تجعل عمل العبد وشقاءه ينتفع به سيده، بينما علاقة العبد بربه يعود فيها خير الله على عباده، ويتقرب إليهم وهو غنى عنهم. ودعا الشباب وحثهم على أهمية القراءة في كل المجالات، قائلا: ”المسلم يجب أن يكون واعيا ومثقفا، وأن ينهل من كل منابع الفكر والثقافة؛ فالقراءة ليس معناها إقرار ما تمت قراءته”، مضيفا أنه يجب أيضا تحصين النفس بالعقيدة الصحيحة؛ حيث إنها الأساس و”المصل الذي يعصم الإنسان من الوقوع في الخطأ.