نفى وزير الشؤون الدينية والأوقاف، بوعبد الله غلام الله، التراجع عن إرسال الحجاج الجزائريين إلى البقاع المقدسة بسبب ظهور أكثر من 30 حالة إصابة بأنفلونزا الخنازير بالمملكة العربية السعودية واكتشاف أول حالة في الجزائر، مؤكدا وجود الإمكانيات العلاجية لمجابهة هذا الداء• وهو موقف اعتمدته الرياض، وطمأنت الحجاج بتوفر كل الإجراءات الوقائية في البقاع المقدسة• في ذات السياق، عادت موجة الفتاوى الداعية إلى تأجيل موسم الحج وإلغائه، واعتبرت الحجاج الذين يتوفون في السعودية في حال أدائهم للشعائر بسبب أنفلونزا الخنازير منتحرين وليسوا شهداء، لأنهم أدوا بأنفسهم إلى التهلكة• أوضح بوعبد الله غلام الله في رده على سؤال يتعلق بمدى تأثير اكتشاف أول حالة إصابة بأنفلونزا الخنازير على الحجاج الجزائريين، على هامش فعاليات اليومين الدراسيين حول ديمومة مواد البناء ''المواد المعدنية والخرسانة'' لإنجاز جامع الجزائر، قائلا ''لا يمكن التراجع، لأنه ليس ظهور حالة إصابة يمنع إرسال الحجاج الجزائريين إلى البقاع المقدسة''• ويأتي تصريح وزير الشؤون الدينية والأوقاف وتأكيده على أنه لا خوف على الحجاج الجزائريين من إرسالهم لأداء مناسك الحج بسبب فيروس أنفلونزا الخنازير، في خضم الضجة الكبيرة والتداول الإعلامي للأمر عبر أصقاع العالم، والتي يحدثها يوميا وباستمرار اكتشاف حالات عديدة من المصابين بالفيروس، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، المعني الأول بتنظيم شعائر الحج، التي تتزامن وشبح فيروس أنفلونزا الخنازير الذي لم تسلم منه حتى الدول المتقدمة، وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية، التي أحصت وفاة 100 شخص بالمرض رفقة كندا• وكانت السلطات السعودية قد أعلنت أول أمس عن تسجيل أربع حالات جديدة لوباء أنفلونزا الخنازير، ليرتفع العدد بذلك إلى 34 حالة، تم تأكيدها في مخابر وزارة الصحة• وأوضح المتحدث باسم الوزارة، الدكتور خالد مزغلاني، أن المرض ينتقل بين الأفراد أثناء فترة المخالطة التي تسبق اكتشاف المرض، غير أن مرحلة العزل تأتي بعد التأكد من الإصابة• ولتعزيز الإجراءات الرقابية قررت السلطات السعودية تشكيل لجنة علمية موسعة من الوزارة تهدف إلى وضع إجراءات احترازية من مرض أنفلونزا الخنازير أثناء موسم الحج• وقال ممثل وزارة الصحة السعودية المكلف بالطب الوقائي إن اللجنة ستنتهي خلال أسبوعين من وضع الإجراءات التي يجب اتخاذها، مشيرا إلى أنه ستتبع ذلك باجتماع مع خبراء من منظمة الصحة العالمية ومن مركز مكافحة الأمراض في الولاياتالمتحدةالأمريكية لتقييم هذه الإجراءات واعتمادها• في ذات السياق، عادت موجة الفتاوى التي تدعو إلى تأجيل الحج والعمرة، وهي الفتاوى التي تبناها بعض العلماء ومشايخ الدين، منهم 3 علماء من جامع الأزهر، حسب ما نقلته مصادر إعلامية أمس بعنوان ''فتوى من ثلاثة علماء أزهريين: ضحايا أنفلونزا الخنازير شهداء••ومن يذهب للحج وهو يعلم بوجود الوباء منتحر''• وبات جليا في خضم الجدل الدائر، حسب ذات المصادر، بين علماء الدين حول تأجيل العمرة أو إلغاء الحج هذا العام خوفا من انتشار عدوى أنفلونزا الخنازير، كان طبيعيا أن يولد مصطلح جديد وهو ''فقه الأزمة'' ليحل كل التعقيدات الناتجة بين تطلع الناس لممارسة الشعائر الدينية والوقاية من المرض نفسه• وأضافت قائلة إن ''الدكتور مصطفى الشكعة، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أكد أن ضحايا أنفلونزا الخنازير من المسلمين شهداء، مضيفا لذات المصادر أن القاعدة الفقهية تقول أن ضحايا الأوبئة ينالون شرف الشهادة، وإن كانت ليست في مستوى شهادة الجندي الذي يقتل في جهاده فهذه أعلى درجات الشهادة، أما غيرها مثل الغريق والحريق وضحية الوباء فهذه درجات من الشهادة دونها''• وختمت ذات المصادر، أن المتحدث، شدد أيضا على ضرورة ألا نستسلم لهذه النتيجة أو نركن إليها، فنحن مطالبون بمقاومة المرض وعلاجه والتماس كل السبل للقضاء عليه، وأضاف قائلا ''لا ينبغي للمسلم إذا عرف أن هناك وباء أن يغامر ويذهب للحج، فهو بذلك لن يكون شهيدا، بل إنه يلقى بنفسه إلى التهلكة، وهي درجة أقرب إلى الانتحار وليس الشهادة''•