يقع جبل العطوش، أو كما يعرف باسم ”جبل تسالة” على بعد عشرة كيلومترات شمال عاصمة ولاية سيدي بلعباس، ويعتبر من أهم المواقع السياحية الخام بالولاية، حيث يقدر ارتفاعه ب1061 متر عن مستوى سطح البحر، ويتميز بمناخه الملائم ومناظره الطبيعية الخلابة مما يجعله قبلة للعائلات العباسية التي وجدت في هدوئه ملاذا من صخب المدينة وحرارة المنازل تفضل معظم العائلات بسيدي بلعباس قضاء أوقات هادئة في أحضان الطبيعة بمناظرها الأخّاذة وهوائها المنعش، بعيدا عن الشواطئ المكتظة بالمصطافين، حيث تجد ضالتها في بناء الخيم وتحضير وجبات الغذاء في الهواء الطلق، في حين يجد الأطفال فرصة للعب في الفضاءات الغابية المفتوحة وكذا ممارسة هواية صيد الطيور التي يتوفر الموقع على أعداد كبيرة منها بالنسبة للشباب. وما يزيد من جمال الموقع تدفق المنبع المائي الطبيعي المنبثق من أعماق جبل العطوش، هذا الأخير الذي يتبارك به سكان المناطق المجاورة ويعتبرونه منبعا للشفاء من العديد من الأمراض. ومع توافر عوامل الهواء، الماء والاخضرار بالجبل يجد قاصدوه من محبي الطبيعة كل ظروف الترفيه والنزهة، على الرغم من كون الموقع لا يزال خاما ينتظر التفاتة من مسؤولي الولاية لخلق فرص الاستثمار به وجعله من المواقع السياحية الهامة بالولاية التي تستقطب العديد من السياح من داخل الولاية وخارجها، باعتبار أنها تحتل موقعا جغرافيا متميزا واستراتيجيا، حيث تتوسط ست ولايات مجاورة بمسافات جد متقاربة كوهران، عين تموشنت، سعيدة، معسكر، تلمسان والنعامة، كما تتوفر على إمكانيات وثروات طبيعية هائلة ترشحها لأن تكون مقصدا سياحيا هاما بالغرب الجزائري. وقد تم اقتراح تصنيف منطقة جبل العطوش كمنطقة للتوسع السياحي لتكون منطقة محمية ومهيأة لاستقبال المشاريع السياحية. وفي انتظار ما سيصدر عن الوكالة الوطنية للتنمية السياحية من أجل تصنيف المنطقة بطريقة رسمية واستقطابها لمختلف المشاريع السياحية التي من شأنها تنمية وتطوير القطاع السياحي بالولاية، تبقى المنطقة قبلة للعائلات العباسية في ظل غياب مرافق سياحية أخرى بالولاية.