تستقطب المحطة المناخية لتكجدة بولاية البويرة هذه الأيام الراغبين في الاستمتاع بالطبيعة ومناظرها الخلابة وهوائها النقي أو ممارسة شتى الرياضات الجبلية كالتزحلق على الثلج وتسلق الجبال والتجوال على الأقدام، وبعبارة أخرى يجد كل زائر لهذا الموقع السياحى ضالته المنشودة حتى إذا ما قضى فقط يومه متجولا بين تلك الربوع والتلال المكسوة بالثلوج وتحت أشجار الأرز وعبر المسالك الغابية، حيث يعود منها نشيطا وخفيفا ورشيقا. ومع حلول العطلة الشتوية تصبح تكجدة مقصدا للزوار والوفود الرياضية من كافة مناطق الوطن، لاسيما المولعين منهم برياضة التزحلق على الثلج وكذا العائلات المتشبثة بالسياحة الجبلية التي تجد فيها كل المتعة والراحة وهذا إلى حد تشكيل طوابير طويلة من السيارات المصطفة على حافتي الطريق. تعتبر منطقة تيكجدة من أشهر مناطق الجزائر السياحية وهي بحرف الجمال الإلهي تحفة خلابة ولوحة عروس ترفل بجمالها الأخاذ سالبة عقول السائحين وملهمة ألباب الزوار، جبال جرجرة المشهورة في منطقة القبائل، والتي تحتضن في أعاليها منطقة تيكجدة الخلابة المتواجدة على بعد عشرة كيلومترات تقريبا من منطقة ولاية البويرة، ولعل من بين ما يدعوك للتعجب وجود تلك الحظيرة الخلابة الخضراء في كبد الجبل الصخري العالي.. كنوز سياحية تستهوي الزائرين وتتجلى مظاهر الفرحة والابتهاج للزوار وهم يحلون بهذا الموقع السياحي في الانتشار الواسع لهم بصحبة أطفالهم عبر المسالك الجبلية، حيث يقطعون مسافات بعيدة في التجوال والتنزه ليلتفوا أحيانا حول تناول مأكولات في الهواء الطلق من غير عناء أو مشقة أو تكليف، وتبدأ الرحلة السياحية صوب هذا المعلم السياحي المتواجد في حجر جبال جرجرة انطلاقا من مفترق الطرق بالبويرة على الطريق الوطني رقم 5 والطريق الوطني رقم 33 مرورا بحيزر التي تشكل بقراها ومشاتلها الجبلية وينابيعها المائية المتدفقة هي الأخرى واجهة متقدمة للسياحة الجبلية بهذه المنطقة وصولا إلى مفترق الطرق بإسليم عند الصعود إلى تكجدة الذي تم فيه خلال السنوات الأخيرة شق الطريق الوطني الجديد المؤدي إلى المحطة المناخية مرورا بمفترق الطرق إلى سماش وهو المسلك الذي تفتح فيه للزائر نافذة تمكنه من الاطلاع على ما تفنن فيه الخالق من مناظر طبيعية خلابة وجبال وكهوف ووديان يمتد فيها البصر بعيدا، ويعرف الطريق القديم من أسليم إلى تكجدة على مسافة 7 كلم المتواجد في الضفة الغربية ل تكجدة عملية تجديد وتحديث، حيث يزخر هو الآخر بقدرات وإمكانيات سياحية تستهوي الزائر، لاسيما تلك الينابيع المائية المنحدرة من جبل جرجرة التي يتوقف فيها الزائر مجبرا لتذوق عذوبتها، لاسيما في فصل الصيف. مشاريع معتبرة لتثمين الموقع وعندما يحط الزائر رحاله بتكجدة يستأنس كذلك وهو في طريقه إليها ببعض الحيوانات كالأبقار التي يُخيل إليه للوهلة الأولى أنها تائهة، غير أنها ألفت وتعودت على الرعي هكذا ''بحرية'' ومن دون أن يزعجها أحد فضلا عن حيوانات أخرى كالقردة التي تقفز فوق أغصان أشجار الأرز مرحبة بطريقتها الخاصة ''بأصدقاء تكجدة''. كما يدرك الزائر لتكجدة اليوم عديد المشاريع التي أقلعت بهذا الموقع السياحي بغرض تثمينه وتدعيمه بشتى هياكل الاستقبال والمرافق الأخرى التي تليق بمقامه وفي مقدمة هذه المشاريع التي سترى النور قريبا متحف البيئة والسياحة الذي سيكون مرشدا ودليلا ماديا للسواح عما جادت به الطبيعة بالحظيرة الوطنية لجرجرة عامة وتكجدة خاصة من نباتات وحيوانات ناظرة ثم مشروع المسبح النصف الأولمبي والقاعة المتعددة الرياضات والمسجد والمركز المتقدم للحماية المدنية وغيرها من المرافق الأخرى التي تجعل الزائر في راحة واطمئنان وهو يقضي فترة من الاستراحة والاستجمام. تعطّل المصاعد الميكانيكية لم يحرم الكثير من العائلات من اكتشاف المناظر الخلابة ويشكل المركز الوطني للرياضة والترفيه الذي يتوفر على طاقة استيعاب تقدر ب 400 سرير هو الآخر إمكانية كبيرة متاحة أمام السواح، إضافة إلى مركز بيت الشباب وكذا الفندق السياحي ل تكجدة الذي تجري أشغال إعادة تهيئته وترميمه بعد تعرضه إلى التخريب إبان العشرية السوداء، ويجد الزائر لتكجدة نفسه مرغما أيضا على الولوج والتغلغل حتما بين أحضان هذا الموقع السياحي الساحر والفتان إذا ما أخذ المسلك المؤدي إلى أسوال التي هي منطقة مهيّئة للرياضة وللتدريبات الرياضية لفرق النخبة وهذا في علو يزيد عن 1400 متر إلى جانب مسلك العاب القوى وسط بيئة نظيفة وهواء نقي. والملفت للانتباه عبر هذا الموقع السياحي هي تلك المصاعد الميكانيكية التي توجد منتصبة لا تؤدي وظيفتها بعدما أصابها العطب خلال العشرية الأخيرة، حيث تزداد رغبة السواح في امتطائها واكتشاف ما تخفيه تكجدة من مناظر طبيعية أخرى خلابة، وتبقى حاجة المولعين برياضة التزحلق على الثلج لهذه المصاعد أشد وأكبر لمساعدتهم على هذه الرياضة، وكانطباعات للمتوافدين على هذه المحطة المناخية لتكجدة، سجلت عائلات تم استجوابها رغبة وشغفا كبيرين لزيارة هذا الموقع والاستمتاع صحيا وبدنيا وفكريا بكنوز الطبيعة التي لا تضاهيها على حد قولهم متعة ونكهة أخرى. منطقة سياحية تستعيد أمنها واستقرارها وتنفرد تكجدة بموقعها الملائم لممارسة الرياضات الجبلية كالتزحلق على الثلج وتسلق الجبال والتجول والسير على الدراجات الهوائية، وقد كانت هذه المحطة المناخية المترامية وسط تضاريس طبيعية غنية بثروتها النباتية والحيوانية وفي مقدمتها أشجار الأرز الباسقة تتوفر قبل العشرية السوداء على شتى الإمكانيات والوسائل التي تساعد على جلب واستقطاب اهتمام هواة الرياضات الجبلية مثل المصاعد الميكانيكية التي تعد وسيلة هامة للمساعدة على ممارسة رياضة التزحلق على الثلج، ففي غياب مثل هذه الأدوات والوسائل الميكانيكية التي من شأنها ترقية هذا النوع من الرياضة الجبلية تبقى الوضعية الحالية لهذه المحطة، حسب رئيس الرابطة الولائية للرياضات الجبلية والتزحلق على الثلج وتسلق الجبال مقلقة وتنعكس سلبا على مختلف النشاطات التي تبرمجها هذه الرابطة. وأكد هذا الأخير أنه وعلى الرغم من بقاء هذه المصاعد الميكانكية معطلة منذ التسعينات إلا أن ذلك لم يمنع من القيام بنشاطات تدريبية للنوادي. وبخصوص هياكل الاستقبال الموفرة بهذا الموقع السياحي لتكجدة ومن بينها المركز الوطني للرياضة والترفيه، صرح نائب رئيس الرابطة الولائية للرياضات الجبلية أن خدمات هذا المركز المتعلقة خاصة بالإيواء ليست في متناول الفرق الرياضية المنخرطة في النوادي وهو ما تطمح إليه لكي تستفيد منه هذه الفرق وتزداد الممارسة للرياضات الجبلية اتساعا أكثر. وفيما يتعلق بالرياضات الجبلية الأخرى كالتسلق على الجبال، فإن الوسائل والإمكانيات متوفرة وهناك تأطير حتى من طرف فرقة للحماية المدنية التي تلقت تكوينا عاليا في هذا النوع من الرياضة الخاص بتسلق الجبال كما يعد المضمار على شكل رقم 08 بتضاريس تكجدة هو الآخر ملائما ومناسبا لرياضة التجول على الأقدام وسط الهواء النقي والصحي بأعالي جرجرة، واعتبر المسؤول أن مثل هذه النشاطات التي تمارسها النوادي المنضوية تحت لواء الرابطة هي كفيلة بتحقيق الترفيه والترويح والقضاء على الملل وسط الممارسين لها. وعموما يمكن القول أن تكجدة اليوم وبعد أن استعادت أمنها واستقرارها في مرحلة تفتحها على محيطها الخارجي ومن ثمة استقطابها الواسع وجذبها الكبير للزوار والسواح من كل حدب وصوب.