سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الطبيب الشرعي يفضح مبرر الدفاع عن النفس لباريس ويكشف أن الجزائري بودودة تلقى رصاصة في رأسه والدته تتهم الشرطة بقتله عمدا ومداهمات واعتقالات عشية زيارة هورتفو لغرونوبل
اعتقال أربعة أشخاص بينهم قصر شن فجر أمس، حوالي مائة من عناصر الشرطة الفرنسية، حملة تفتيش في حي “فيلنوف” بمنطقة غرونوبل، بحثا عن المتهمين الآخرين في عملية السطو المسلح على ملهى ليلي، التي قتل على إثرها الجزائري، كريم بودودة، وبالمقابل كشف التقرير النهائي لتشريح الجثة أن القتيل تلقى رصاصة في مؤخرة الجمجمة، أي ما يرجح فرضية القتل عن قصد، وأن الشرطة الفرنسية قتلته عندما فر الضحية عقب العملية، وليس دفاعا عن النفس، كما روجت له باريس. ونقلت أمس، مصادر إعلامية فرنسية، أن الحملة التي شنتها الشرطة الفرنسية، جاءت بعد زيارة الرئيس نيكولا ساركوزي للمنطقة الجمعة الماضي، والتي توعد خلالها بنزع الجنسية من المهاجرين “المنحرفين”، وفجر بعدها موجة غضب المعارضين لسياسة ساركوزي، التي صنفت على أنها سياسة أمنية تهدف إلى صرف النظر عن مسائل أخرى على صلة بفشل العهدة الرئاسية لساركوزي، كما كشفت عن عنصرية الرئيس الذي له باع في احتقار المهاجرين. وتأتي مداهمة الشرطة لمساكن حي “فيلنوف”، تحضيرا لزيارة ثالثة يقوم بها اليوم، وزير الداخلية، بريس هورتفو، الذي سيلتقي بالوالي الجديد، إيريك لودوارون، لمناقشة الوضع الأمني في غرونوبل. واعتقلت عناصر الشرطة القضائية الفرنسية، أمس، عقب تفتيشها لعدد من المساكن في إطار التحقيقات الجارية في قضية كريم بودودة، أربعة أشخاص على الأقل، ذكرت مصادر محلية أنهم من أصول جزائرية، بينهم قصر، بحثا عن المتورطين في العملية، وعن أولئك الذين قيل إنهم قاموا بتهديد عناصر فرقة مكافحة الجريمة بالقتل. وجاءت مداهمات الشرطة، بعد أسبوعين من أعمال الشغب التي هزت “غرونوبل”، وبعد أن دعمت صفوف الأمن ب38 عنصرا إضافيا، وفقا لتعليمات الرئيس الفرنسي، الذي قال إن الهدف هو إلقاء القبض على الجناة واسترجاع الأسلحة. وحسب مصدر قريب من التحقيق، فإن عناصر الشرطة القضائية تقوم بالتحقيق من أجل التعرف على شركاء كريم بودودة. وصرح دانيال شومات، من نقابة الشرطة بأن عملية المداهمة تأتي عشية زيارة جديدة لوزير الداخلية، بريس هورتفو. من جهة أخرى، ذكرت تقارير إعلامية فرنسية أن تقرير تشريح جثة كريم بودودة، كشف أن القتيل تلقى رصاصة في الرجل اليسرى قبل أن يتلقى رصاصة قاتلة في مؤخرة الجمجمة على الجانب الأيسر، وهو ما يضع تبريرات الشرطة الفرنسية المتعلقة بقتل بودودة دفاعا عن النفس، محل شك، وقد أكدت زوجة القتيل لمحاميه بعد رؤيتها للجثة، أن الشرطة أطلقت النار على زوجها، عندما كان يحاول الفرار، كما صرحت والدته التي توعدت برفع دعوى قضائية، بأن “الشرطة قتلت ولدها عمدا، لأنها توعدته سابقا”. وتجري المفتشية العامة للشرطة الفرنسية تحقيقا لكشف ملابسات حادث تبادل إطلاق النار بين الشرطة والشخصين اللذين نفذا سطوا مسلحا على ملهى “أورياج”، حيث تشير المعطيات الأولى للتحقيق، إلى قتل كريم بودودة، دفاعا عن النفس، بينما يرجح تقرير تشريح الجثة، عكس ذلك.