تيزي وزو، هذه الولاية المضيافة المعروفة بكرم أهلها، يتشوق الكثير من الذين لم يزوروها ولو مرة في حياتهم أن يكتشفوا أسرارها وكنوزها المدفونة منذ عهد الرومان، بل قبل ذلك بكثير، فهي التي تتوفر على مناظر طبيعية خلابة تشد الأنظار والتي ارتبط اسمها بالسلسلة الجبلية لجرجرة، إلى جانب المعالم الأثرية النادرة والمواقع السياحية الهامة سرقة بقايا الآثار الرومانية لاستعمالها في تشييد السكنات يهدد روح المنطقة وتيڤزيرت واحدة من هذه المناطق السياحية التي تعول عليها السلطات المحلية في الدفع بعجلة السياحة الساحلية لجلب اهتمام وفضول المحليين والأجانب. ينقسم اسم تيزي وزو إلى شطرين، فالمراد من كلمة ”تيزي” الهضبة أو المكان المرتفع، و”وزو” نبات ذو أزهار بلون أصفر. وهي تعتبر القلب النابض لشمال البلاد بحكم موقعها الإستراتيجي الهام، ولا يمكن لأي زائر لتيزي وزو أن يطلق العنان نظره دون أن يلتقي مع سلسلة جرجرة الجبلية المترامية على لامان ديجويف الآتية والممتدة من أعالي الأربعاء إلى منحدرات واسيف. كما يمكن للزائر أن يكتشف معالم جنة منسية، ارتبط اسمها بالجمال البراق الذي أسر معظم القلوب، ولعل من أهم هذه الآثار الأطلال الرومانية التي يطلق عليها حبس القصور، والتي تعود إلى العهد الروماني، والتي أضحى الكثير منها مهددا بالزوال في ظل الإهمال الذي لاحقها، وهو ما وقفت ”الفجر” عليه، خلال زيارة قادتها الى تيڤزيرت، بل الأخطر من كل هذا هو سرقة حجارة هذه الآثار واستعمالها في البناء وتشييد السكنات، تضاف إليها العشرات من المعابد والكنائس الرومانية والأضرحة التي مازالت مدفونة تحت الأرض، حسبما كشف عنه ل ”الفجر” فريق مختص في علم الآثار، والتي تتواجد أيضا بأزفون، المدينة القديمة، التي تم مؤخرا العثور بها على أغراض نادرة من الفضة وقطع نقدية تعود إلى الفترة الرومانية. لكن تيڤزيرت تبقى بخصوصيتها جوهرة بلا منازع، فهي التي يقصدها الزوار يوميا، خاصة مع نهاية كل أسبوع، حيث يستمتع رواد الشواطئ بالسباحة وبصوت أمواج البحر، إلى جانب المناظر الخلابة المحيطة بها.. بعد أشهر من العمل والتعب، لتنطلق رحلة العائلات في البحث عن الأماكن المناسبة لقضاء بعض الوقت والاستمتاع رفقة الأقارب والأهل والأحباب. ونحن نغادر بلدية تيڤزيرت لاحظنا الهروب الجماعي للزوار والسياح على مستوى شواطي البلدية، وهي الظاهرة التي استفحلت مع نهاية جويلية المنصرم، والذين تبين أنهم فضلوا الواجهة البحرية لبومرداس التي قد تكون الأقرب منهم من أزفون أو تيڤزيرت، وكذا توجه سكان المناطق الشرقية إلى بجاية للإستمتاع هناك قبل يومين عن شهر رمضان.. وهي مؤشرات قد تعطل برنامج مديرية السياحية ومصالح ولاية تيزي وزو التي تطمح هذا الموسم بلوغ 3 ملايين مصطاف، وهو الأمر الذي يصعب تحقيقه بعد أن فضل غالبية المصطافين الإلتحاق بمساكنهم وإنهاء عطلهم مبكرا استعدادا للشهر الفضيل.