أضحى المدرب الوطني رابح سعدان مطالبا بإيجاد وصفة جديدة لتشكيلته، تحسبا للمواجهة الرسمية أمام تنزانيا يوم 3 سبتمبر ضمن أولى مباريات تصفيات كأس أمم إفريقيا 2012، في سهرة رمضانية أخرى، لا يحبذها أنصار الخضر أن تحمل نفس سيناريو مباراة الغابون، التي كشفت عيوبا كثيرة في خطة الشيخ سعدان، أدخلت الشك والتخوف لدى الجزائريين، من معايشة سنوات العجاف الماضية هزيمة الغابون كانت انطلاقة سيئة بالنسبة لسعدان، مباشرة بعد تجديده للعقد على رأس الخضر قبل أيام، حيث خرج تحت تصفيرات وسخط آلاف الأنصار، الذين قدموا لمساندة رفقاء القائد بوقرة في أول أيام الشهر الكريم، لكنهم فوجئوا بأداء باهت للخضر، عكسه تنظيم محكم لمنتخب غابوني فوق الميدان، الأمر الذي لم يفكر فيه أنصارنا قط، خاصة وأن فريقنا المونديالي مرشح لأن يكون أحد المنتخبات البارزة في التصفيات الإفريقية المقبلة، وعليه فإن صفعة الغابون جاءت في وقتها، لإعادة النظر في التشكيلة في غضون المدة القصيرة التي تفصل سعدان عن انطلاق التصفيات. غضب وسخط الجماهير التي أبت إلا أن تشارك الخضر سهرتهم الرمضانية، خرجت حائرة من مستوى الفريق الوطني، وربما أن صيام أول أيام رمضان، بعد عناء الحرارة الشديدة، جعل هؤلاء يشنون جام غضبهم على سعدان، محملين إياه مسؤولية الهزيمة وتراجع مستوى المنتخب، لدرجة أنهم طالبوه بالتنحي من منصبه وترك مهمة إدارة شؤون المنتخب لمدرب كفء، حتى أن البعض راح ينادي باسم الدولي السابق رابح ماجر. الدفاع كان خارج الإطار وسعدان مطالب بإيجاد خليفة عنتر يحيى أمام تنزانيا يبدو أن غياب ثنائي الدفاع رفيق حليش وعنتر يحيى، كان أبرز أسباب ضعف الدفاع، حيث التمسنا غيابا شبه كلي للانسجام بين المدافعين مجاني وبوقرة، وكذلك مصباح وبلحاج، حتى أن سوء تقدير اللاعب الجديد للسد القطري كلف الخضر أول الهدفين في الدقيقة ال35، بفضل هدف دانيال كوزان، وربما أن الظروف التي يمر بها حارس الخضر رايس مبولحي، بعد افتقاده لوالدته منذ أيام قلائل، كانت لتعفيه من اللقاء، ومنح فرصة لزماموش أو سيدريك، حيث لم تمر أكثر من 10 دقائق من المرحلة الثانية حتى تمكن الزوار من إضافة الهدف الثاني في عن طريق أبامي يونغ. لذلك على سعدان اعتماد خطة دفاعية محكمة قبل لقاء تنزانيا، فإذا استرجعنا حليش، فعنتر يحيى سيكون غائبا بسبب العقوبة، وهو ما يتوجب عليه اختيار المدافع الأنسب لمشاركة حليش في محور الدفاع، تفاديا لأي أخطاء أخرى قد تكلف سعدان وأشباله مصيرا لا يحسدون عليه. عودة زياني ضد تنزانيا تريح سعدان ولكن من سيخلف لحسن؟ أما في وسط الميدان، فقد لاحظنا الفراغ الذي تركه نجم الخضر كريم زياني، الذي أعفي من المواجهة قبل لحظات من اللقاء بسبب الإرهاق، شأنه في ذلك شأن وسط ميدان نادي سانتندار الإسباني مهدي لحسن المصاب، حيث وجد الغابونيون أنفسهم بحرية مطلقة في وسط الميدان يصولون ويجولون، بالمقابل فقد وقع الحجم الأكبر من المسؤولية على حسان يبدة في كسر هجمات أبناء المدرب روهر، لأنه وجد نفسه معزولا، كون أن قديورة لم يكن في يومه، في الوقت الذي لعب بودبوز بقرب من القاطرة الأمامية، قبل أن يمنح سعدان عبدون فرصة لعب الدقائق الأخيرة مثلما عهدناه من قبل. وبالتالي فإن سعدان مطالب بإيجاد حل في وسط الميدان، بما أن احتمال غياب لحسن عن لقاء تنزانيا وارد جدا، خاصة وأن الفريق الوطني معروف بوسط ميدانه القوي. عقم الهجوم يتواصل والتحول إلى المحليين حل لابد منه منذ لقاء الإمارات الودي مطلع شهر جوان الماضي، والفريق الوطني يعاني العقم في الهجوم، فإذا عدنا إلى الوراء قليلا، فنجد أن زياني كان هو من سجل الهدف الوحيد في مرمى المنتخب الإماراتي، فغياب الحس التهديفي لدى مهاجمينا تواصل في مونديال جنوب إفريقيا، لأنهم لم يتمكنوا من تسجيل أي هدف، قبل أن تأتي الفرصة، والتي جاءت متأخرة، في مباراة الغابون الودية سهرة الأربعاء الماضي، حيث توصل أخيرا رفيق جبور إلى إمضاء أول أهدافه منذ عودته إلى المنتخب الوطني قبل انقضاء الوقت الأصلي للمباراة، بتقليصه للفارق، في الوقت الذي أبدى غزال تجاوبا مع منصب ظهير أيمن، في غياب مطمور المصاب، حيث شارك في خلق عدة محاولات، كما أنه سجل هدفا لكنه لم يحتسب بداعي التسلل، في الوقت الذي لم يأت زياية العائد إلى صفوف الخضر بالجديد.إلى ذلك فإن سعدان مخير أن يحول نظره تجاه بعض اللاعبين المحليين، الذين أبانوا عن إمكانيات لائقة في البطولة الوطنية، على غرار ثلاثي الوفاق جابو، مترف وغزالي، الذين لديهم القدرة على تجريب حظهم مع المنتخب الوطني. الحديث عن ملعب تشاكر يعود والخضر يفضلون الهروب من ضغط 5 جويلية من حسن حظ سعدان ولاعبيه أن الأنصار لم يتوافدوا بقوة على مدرجات ملعب 5 جويلية، لأن هزيمة الغابون صعبة التجرع، وسخط من عايش اللقاء في المدرجات كان منتظرا، وهو ما قد يكون سببا كافيا، لتغيير الوجهة نحو ملعب تشاكر، الذي تشرف فيه الأعمال على نهايتها، وربما أن ملعب البليدة طالما كان فأل خبر على رفاق بوقرة، حيث يدر حديث عن طلبهم من رئيس الفاف استقبال تنزانيا في تشاكر،بما أنهم سوف لن يقاوموا الضغط الذي قد يمارس عليهم في 5 جويلية، خاصة في حالة أي تعثر لا قدر الله. الغابون أثبتت أنها النقطة السوداء التي لن تمحى أثبت منتخب الغابون أنه الهاجس الأسود للخضر، فهزيمة الأربعاء الماضي، أعادت الكثيرين إلى ست سنوات مضت، وبالضبط يوم 5 سبتمبر 2004، عندما التقى الفريقان بملعب 19 ماي بعنابة، فرغم الحضور القياسي للجمهور الجزائري إلا أن الخضر مروا على الهامش، وتلقوا ثلاثية كاملة.