يبدو أن المدرب الوطني رابح سعدان قد ندم ندما شديدا على اتخاذه مباشرة بعد “المونديال” قرار عودة “الخضر” للإستقبال في ملعب 5 جويلية، إذ أنه يبحث الآن عن طريقة تمكنه من اقناع المسؤولين للعودة في أسرع وقت ممكن إلى الاستقبال في ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة بمناسبة لقاء تنزانيا لحساب الجولة الأولى من تصفيات كأس إفريقيا 2012، بعد رد الفعل السلبي للجماهير الجزائرية تجاهه وتجاه المنتخب سهرة أول أمس الأربعاء أمام الغابون. “دار الشرع” ترحابها ساخن وحسابها أشد حرارة وكنا قبل المباراة قد قلنا إن جمهور العاصمة المزاجي صعب للغاية، ويرفض حضور المهازل بقدر ما يحبذ حضور العروض والنسوج الكروية، فالجمهور يوم الأربعاء لبى النداء رغم التعب والإرهاق في أول يوم رمضاني، وترحابه كان ساخنا لسعدان وأشباله، لغزال ورفقائه أيضا، حيث هتفوا قبل المباراة وخلالها باسم كل واحد من الأسماء التي كانوا غاضبين منها بالأمس القريب فقط في مونديال جنوب إفريقيا، لكنهم وبعدما تأكدوا من أنهم سيقضون سهرة سوداء بسبب المردود الهزيل لرفاق بوڤرة انقلبوا على الجميع وراحوا يشجعون المنافس في صورة لم تعجبنا لأننا تمنينا أن يبقى الأنصار إلى جانب منتخبهم مهما كانت الأحوال، لكن الجمهور كان له رأي آخر فكان ردّه عنيفا وقاسيا للغاية تجاه سعدان وأشباله. سعدان صدم وغادر دون أي كلمة وكان سعدان كما هو معلوم من أشدّ المستهدفين سهرة الأربعاء من طرف الأنصار الذي راحوا يردّدون: “سعدان المهبول” منذ بداية المباراة إلى غاية نهايتها، وهي عبارة عانى منها في الحقيقة كبار المدربين الذين تداولوا على تدريب “الخضر” منذ الاستقلال في هذا المركب الأولمبي، وسعدان لم يخرج عن القاعدة وسمعها بدوره، وهو الأمر الذي صدمه -حسب مصادرنا- وجعله يفضّل إلتزام الصمت في غرف حفظ الملابس دون أن يحدث أحدا، لا لاعبيه ولا مساعديه ولا وسائل الإعلام التي انتظرته إلى ساعة متأخرة دون أن يكلمها، قبل أن يغادر وهو في حالة نفسية سيئة بسبب السهرة السوداء التي قضاها والأنصار، سوداء بالنسبة له لأنه كان عرضة لهم، وسوداء لهم أيضا لأن منتخبهم هزم مرة أخرى. يضغط لاستقبال تنزانيا في تشاكر وحسب الأخبار التي وصلتنا أمس، فإن الرجل صار يرفض أن يخوض المنتخب مبارياته من الآن فصاعدا بملعب 5 جويلية، وهو يضغط للعودة إلى ملعب البليدة الذي كان فأل خير على المنتخب الوطني في التصفيات المزدوجة لكأسي إفريقيا والعالم 2010. وتضيف مصادرنا أن المسؤولين سيوافقون على طلب سعدان وسيلجأون إلى استقبال المنتخب التنزاني في ملعب مصطفى تشاكر مع مطلع سبتمبر المقبل. اللاعبون انزعجوا كثيرا ولم يفهموا شيئا اللاعبون بدورهم لم يفهموا شيئا ولم يتعرفوا على الجمهور الذي ألفوه من قبل، وصدموا لانقلابه عليهم منذ تسجيل المنافس هدف السبق إلى غاية نهاية المباراة، وامتعضوا من ذلك وهم الذين كانوا يعتقدون أنهم سيغادرون على وقع التصفيقات كما تعوّدوا على ذلك، لكن آمالهم خابت بعدما غادروا جميعا باستثناء بودبوز على وقع صافرات الإستهجان التي سيتعوّدوا على سماعها إن هم لم يحسنوا مردودهم في المستقبل.