العالم والأعرابي يحكى أن أحد العلماء كان يجمع أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكتبها ويسجلها، وذات يوم سمع أن أعرابيًا يحفظ حديثًا من أحاديث الرسول صلى الله فسافر إلى هذا الأعرابي؛ حتى يأخذ عنه هذا الحديث. وعندما وصل العالم إلى دار الأعرابي، وجده يمسك بطرف ملابسه، ويشير إلى فرسه الذي هرب منه، وجري بعيدًا، فلما رأى الفرس ذلك ظن أن الأعرابي يحمل في ملابسه طعامًا، فأسرع عائدًا نحوه ليأكل هذا الطعام. وما إن وصل الفرس إلى الأعرابي حتى أمسك به، وأدخله بيته. فسأله العالم: هل كان معك طعام؟ قال الأعرابي: لا، إنما كنت أخدعه، ليأتي وأمسك به. فغضب العالم، وانصرف قبل أن يأخذ منه الحديث. فنادى عليه الأعرابي: انتظر حتى تسمع الحديث. لكن العالم واصل طريقه قائلا للأعرابي: إني لا أصدقك في هذا الحديث، لأنك تكذب على البهائم، وأنا لا آخذ حديثًا من كاذب.